إجرام تحت الرعاية الصهيوأمريكية
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
مَن المستفيد من هذا الإجرام المروع الذين استهدف طلاب الضباط وذويهم وهم يعيشون فرحة التخرّج ليرفدوا جيش الوطن برجال قرّروا أن يرهنوا حياتهم للدفاع عن الأرض والعرض؟.
سؤال نطرحه والقلوب تنزف ألماً على شباب بعمر الورود اغتالتهم يد الغدر بطائرات مسيّرة لتختلط دماؤهم مع دماء ذويهم من النساء والأطفال.
الفاعلون هم تلاميذ بن لادن والجولاني وأبو مصعب الزرقاوي الذين صنعتهم أمريكا وجمعت حولهم كل إرهابيي الأرض، وقدمت لهم كل أنواع الأسلحة الإجرامية وسخّرت لهم دعاة ومنابر تبرر لهم قتل كل من يختلفون معه أو يختلفون مع أسيادهم في واشنطن وتل أبيب، ومايزيد الطين بلة أنها أصبغت عليهم “الشرعية الثورية”، وحرضت كل لصوص العالم لمدهم بالسلاح والمال.
جريمة يندى لها جبين الإنسانية تم ارتكابها في الكلية الحربية بحمص تُضاف إلى آلاف الجرائم التي اقترفها “ثوار” الربيع الأمريكي وما زالوا يقترفونها كل يوم.
لكن جريمة اليوم لها رمزية خاصة عند أعداء الله والوطن لأنها تأتي تزامناً مع ذكرى انتصارات تشرين، حيث استطاع الجيش العربي السوري ومعه مقاتلون شرفاء أن يهزموا الجيش الإسرائيلي بعد أن أعتقد قادته بأنه “الجيش الذي لا يقهر”، والذين صنعوا المعجزة بعبور خط آلون واحتلوا مرصد جبل الشيخ في الساعات الأولى للحرب، وبالتزامن حطم المقاتل العربي على الجبهة المصرية تحصينات خط بارليف وعبر قناة السويس في مثل هذه الأيام التشرينية الخالدة.
وعندما حاولت “إسرائيل” استخدام ذراعها الطويلة المكونة من أحدث الطائرات رسم رجال الدفاع الجوي بصواريخ “السام” خطوط نار لا يمكن عبورها إلا بعد أن تتحول تلك الطائرات إلى كتل ملتهبة.
ألا تذكرون كيف سارع (ثوار أمريكا) في بداية الحرب الإرهابية على سورية بالهجوم على كتائب الدفاع الجوي وتدميرها في ردّ فعلٍ انتقامي صفقت له “إسرائيل” وأمريكا واعتبرته تصفية حساب انتقامي قام به وكلاء “إسرائيل” على الأرض، وهم الآن يجددون ولاءهم لرعاة الإرهاب في واشنطن وتل أبيب ولا يستبعد أن يكون داعمو “جبهة النصرة” من حكومة العدالة والتنمية في أنقرة ممولي هذا الحادث الإجرامي الفظيع.
إن تنفيذ هذا العمل الإجرامي الجبان لا يمكن أن يتم من تنظيمات إرهابية منعزلة، ومن المؤكد بأنه تم بتعاون عسكري واستخباراتي من دول شكّلت منظومة للعدوان على الشعب السوري ومن نفذها هم مجرّد أدوات قذرة لمجموع الدول التي أعلنت أنها ضدّ الدولة السورية وأنها تدعم هذه “المعارضة” فكراً وممارسة.
يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته لأن هذا الإجرام ترعاه جهات دولية خارجية تجاهر بعدائها للدولة السورية بشعبها وأرضها وقيادتها.
ونأمل هنا أن يطال المجرمين ومشغليهم القصاص السريع الذي يتناسب مع حجم هذه الجريمة النكراء من الجيش العربي السوري الذي لن يتوانى عن ضرب جحورهم ومقرّاتهم أينما وجدت.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة