خبر عاجل
تسيير 9 باصات لنقل الطلبة الدارسين في حلب… عضو المكتب التنفيذي بمحافظة السويداء لـ«غلوبال»: نقل 520 طالباً جاهزون لاستقبال طلاب السكن الجامعي القادمين من حلب… مدير المدينة الجامعية باللاذقية لـ«غلوبال»: اتخذنا كافة التدابير لاستقبال جميع الواصلين تسيير باصات لنقل الطلبة القادمين من حلب… نائب محافظ درعا لـ«غلوبال»: 6 حافلات ستقل 300 طالب اللاذقية تستكمل إجراءات نقل سرافيس جبلة إلى الكراج الشعبي… عضو المكتب التنفيذي المختص لـ«غلوبال»: إحداث خط “دائري” ودعمه بباصات شكاوى من غياب عدالة توزيع المياه بحي المهاجرين… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: سنتابعها ونجد حلاً لها  حفر وتجهيز وتأهيل 31 بئراً… مصدر بمياه دمشق وريفها لـ«غلوبال»: تنفيذ مشاريع شمسية وخطوط معفية من التقنين لتحسين واقع الضخ بالريف نتائج مباريات الدوري السوري الممتاز حريق يلتهم 4 سيارات سياحية بحي حلب الجديدة إثر الاعتداءات الإرهابية… مصدر بفوج الإطفاء لـ«غلوبال»: تم إخماده واقتصرت الأضرار على الماديات انخفاض بدرجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة خلال الأيام الثلاثة القادمة “مهرجان ضيافة” يحتفي ب نزار قباني ويكرّم نجوم سوريين
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | محلي | نيوز

إدارة نقص الموارد بين الإدارة المبدعة والتقليدية

خاص غلوبال – سامي عيسى

في الحروب والأزمات دائماً تظهر مشكلات كبيرة سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي, وحتى مجالات التنمية والخدمات والتعليم وصولاً إلى الحالة النفسية التي يعيشها الشعب نتيجة ويلات الحرب وتدمير البنى التحتية والخدمية و الاقتصادية المكونة لبنيان الدولة، والمؤسسة لحالة من العيش الكريم ,

كما حدث ومازال يحدث في سورية من حرب كونية وحصار اقتصادي وعقوبات ظالمة طالت كل جوانب الحياة، ناهيك بتدمير العديد من المكونات الإنتاجية ، والأهم سرقة النفط والقمح والقطن من قبل الاحتلال الأمريكي , الأمر الذي أدى إلى حدوث نقص كبير في المحروقات والقمح والدقيق التمويني , ناهيك بنقص المستلزمات والمواد الأولية اللازمة لتفعيل الحالة الاقتصادية وزيادة دوران عجلة الإنتاج في كافة القطاعات ، نتيجة الحصار والعقوبات التي شكلت عامل ضغط كبيراً على الإدارة في تأمين المطلوب , الأمر الذي فرض على الدولة السورية التعامل مع الواقع بإدارة جديدة تتمثل بإدارة النقص للموارد وتوجيهها نحو الضروري في تأمين المستلزمات الأساسية لمعيشة المواطن من جهة , وتأمين استمرارية مؤسسات الدولة من جهة أخرى.


وهنا تبرز أهمية المدير الإداري الناجح الذي يستطيع التأقلم والتصالح مع نفسه , ومع المطلوب منه في ظل ظروف يعاني فيها الجميع من شح الموارد وبالتالي مدى القدرة على إدارة ما هو متوافر من إمكانات , هي في طبيعة الحال لا تسد الحاجة بالشكل الكافي ، وحتى بنسب هي غالباً أقل من المطلوب بكثير، لا تتجاوز في أحسن الأحوال 20% وهذا عامل ضاغط وكبير على المدير ضمن خيارات أحلاهما مر ..


وما يحدث اليوم في سورية من إدارة المتوافر من موارد , أو النقص صورة طبق الأصل لما قلنا , نقص كبير في الموارد الأساسية , وحالات سرقة للموارد من قبل المحتلين الأمريكان والأتراك والمجموعات الإرهابية المرتبطة بهما , وفي أخصب المناطق وأهم الثروات المعدنية والباطنية التي كانت تشكل عصب الاقتصاد السوري , ما أوقع البلاد والعباد والدولة في مأزق نقص الموارد وشح مصادر الدخل , وهذه معضلة تحتاج لإدارات أقل ما نسميها مبدعة , تتمتع بنفاذ البصيرة والقدرة على التعاطي مع الواقع كما هو , وهذا ما ظهر جلياً خلال سنوات الأزمة من خلال إصرار الحكومة السورية على إدارة مؤسساتها الاقتصادية والخدمية ووضع خطة للنهوض بأكثر من 400 شركة ومؤسسة اقتصادية تكون بمثابة الانطلاقة الواثقة والقاعدة الأساسية لقيادة مرحلة جديدة تحت شعار التعافي وإعادة الإعمار والنهوض بالواقع الاقتصادي والخدمي، من خلال إدارة حددت فيها معايير أساسية , تكون هذه الإدارة قادرة على التعاطي مع المستجدات وإدارة الموارد بالصورة التي تحقق نوعاً من الاستقرار , واقتراح الحلول وتأمين البدائل , ولا يتحول فيها المدير إلى آمر صرف فقط ..!


وبالتالي في الأزمات تظهر حنكة وبراعة المدير في الإدارة , وأول ما يظهر فيها المبادرة والذكاء والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية , وهذا هو المفتاح الأول نحو الإدارة الناجحة سواء لإدارة النقص , أم باتجاه الإدارة العامة , لكن في حالة النقص تظهر البراعة والذكاء في إدارة الأعمال من خلال التركيز على القضايا الجوهرية والاستراتيجية والابتعاد عن صغائرها بصورة تعكس إيجابية الأداء على المؤسسة ذاتها والعاملين فيها من جهة وعلى النشاط العام من جهة أخرى , والأهم علاقة المدير مع موظفيه التي تتسم بالمودة لا القسر , وهذا الأمر يسهّل على المدير التعامل مع الواقع وإدارة النقص بصورة إيجابية سلسة وتجاوز مطبات النقص، وخاصة المرتبطة بمعيشة المواطنين وتأمين حاجاتها الأساسية.


وبعد هذا العرض أسئلة كثيرة تشغل بالنا حول طبيعة الإدارة التي تنتهجها الحكومة السورية , هل هي إدارة نقص للموارد , أم هي إدارة التعيين وسد مواقع الإدارة بغض النظر عن مواصفات المدير , أو حتى قدرته على التعاطي مع المستجدات الجديدة , وتبعات الأزمة التي تلاحقنا يومياً بسلبياتها .


بخبرتي الصحفية ومن خلال متابعتي لأداء الإدارات فإننا نجد أن هناك ثلاثة نماذج , الأول إدارة تسعى لتحقيق إنجازات على أرض الواقع وتطبق إدارة النقص للموارد أو المتوافرة لديها وتنسجم مع واقعها , والنموذج الثاني يعمل بلائحة القوانين والتعاميم , وهذا مسموح وذاك غير مسموح, يختبئ في إدارته خلفها وهذا النموذج خطر يعوق العمل الإداري في كافة المواقع ..!
لكن النموذج الثالث وهو (الأخطر بكل المقاييس) هو إدارة الواسطات والمحسوبيات والتي لم نستطع التخلص منها حتى تاريخه , فهي ليست معنية بإدارة وفرة أو نقص , وغالباً همها بريستيج خاص بها ..!

نحن في سورية بحاجة لإدارة فذة مبدعة تتمتع بالذكاء والحنكة في الأداء والعمل , والأهم قادرة على تحقيق إدارة النقص للموارد التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب وعقوباتها لا إدارات تختبئ خلف إصبعها بحجة القوانين وهذا مسموح وذاك ممنوع.. جلّ ما نتمناه أن نعيش هذه الحالة من الإدارات المبدعة , فهل يطول انتظارنا للعيش معها والتعامل بها قادمات الأيام هي الحكم والفصل في ذلك.؟!

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *