إرضاءً لواشنطن يسقطون جرائمهم على سورية
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
لم تدّخر الإدارة الأمريكية جهداً إلا وبذلته لتفخيخ القمة العربية، وبثّ الفرقة بين الأشقاء من جديد، والتحريض على سورية، ومعها إيران التي تقف إلى جانب العرب في التصدّي للعدوان الأمريكي- الإسرائيلي الذي لا يهدّد الفلسطينيين ودول الجوار فحسب، وإنما يهدّد الهوية العربية والأمن الإقليمي برمته.
ولم يتجاوب الأشقاء في السعودية والبحرين للإملاءات الأمريكية لذلك اختارت واشنطن أن تنفث سمومها عن طريق تصريحات أردنية تتعلق بـ”تهريب السلاح والمخدرات” من الأراضي السورية، مع إتهام إيران بـ”الوقوف وراء تلك العمليات”..
مع أن الرأي العام الأردني يعلم علم اليقين أن تهريب السلاح والمخدرات عبر حدود البلدين -إن كان صحيحاً- فهو يتم عبر عصابات أردنية وسورية خارجة عن القانون، وللأسف يتم توظيف ذلك عبر إكسائه طابعاً سياسياً لمفاقمة الأزمة في سورية، ولتكون تلك العصابات ذراعاً آخر من أذرع غرفة عمليات الموك التي كانت تدير أطراف العدوان الارهابي على الشعب السوري من الأراضي الأردنية.
ومع كل ذلك فقد قفزت سورية فوق جراحها وتعاونت مع الأشقاء العرب قبيل انعقاد قمة جدة في العام الماضي، لحلحلة جميع الملفات المطروحة، ولاسيما ما يخدم مصلحة الشعبين السوري والأردني في مجالات مكافحة الجريمة والمخدرات، ولا تزال سورية تتعاون في هذا المجال، لكن وبكل أسف فقد كثرت التلميحات والتصريحات الأردنية بحق سورية وإيران تزامناً مع العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة.
وذلك لإيهام الشعب الأردني بـ”صوابية” تصدّي طائراته للصواريخ والمسيّرات الإيرانية التي كانت تستهدف القواعد العسكرية الإسرائيلية التي قصفت مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق، وتنطلق منها الطائرات والصواريخ التي تدمّر غزة على رؤوس الأطفال والنساء، وتضليله بأن ذلك لـ”حماية” السيادة الوطنية، بينما تأكد الشعب الأردني أن ذلك العمل لا يمكن تفسيره إلا بالدفاع عن الكيان الإجرامي الصهيوني.
ولهذا كله يحاول بعض المتواطئين مع المشروع الأمريكي- الإسرائيلي أن يكيلوا الإتهامات إلى سورية ومعها إيران، إرضاءً للمتصهينين في البيت الأبيض، والذين باتوا يقولون، إنهم يوافقون على عملية عسكرية إسرائيلية في رفح “بشروط” لامتصاص حالة الغضب في الشارع الأردني من مواقف حكومته من “إسرائيل” وداعميها.
وفي نهاية المطاف، إن من استضاف “الموك” على أراضيه، وسهّل تدريب وتنقل الإرهابيين والمجرمين للإعتداء على الشعب السوري طوال سنوات الأزمة، ومن صدّ عن “إسرائيل” صواريخ تستهدف قواعد إجرامها، لا يحق له أن يتهم الآخرين بجرائم كان ولا يزال يقوم باقترافها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة