“إسرائيل” تلعب بالنار فهل ستحترق أصابعها؟
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
يبدو بأن “إسرائيل” تحاول جرّ العالم إلى نزاعات مسلحة لاحدود لها ولا أحد يمكن أن يتوقع نهاياها، ولم تعد تستبعد الأهداف المدنية في سورية من بنك أهدافها، حيث استهدفت مطاري دمشق وحلب مرات عديدة خلال أسبوع وأخرجتهما عن الخدمة في تحدّ صارخ لقرارات الشرعية الدولية التي تحرّم استهداف المنشآت المدنية.
واستهدفت مطار حلب المدني أمس ومن المتوقع أن تكون قد أخرجته من الخدمة، مع إن إعادته للخدمة جرت بعد قصف سابق لم تمض عليه أيام معدودة، وقد سبق هذا الاستهداف عدوان آخر على مواقع عسكرية في درعا، ما أدى الى استشهاد وجرح عدد من العسكريين.
هذا الصلف الإسرائيلي يستند الى أمور عديدة يتقدمها الدعم والتحريض الأمريكي- الغربي، والأوضاع المتفجرة في الإقليم، إضافةً إلى ضبط النفس الذي تحاول من خلاله سورية ألّا تجر المنطقة والعالم إلى مواجهات وفق الرغبة الإسرائيلية، والتي لن تؤدي إلا إلى مزيدٍ من الخراب والدمار الذي بات سمة تتوسع في مناطق عديدة حول العالم، ولا تزال سورية حتى الآن تراهن على دور أكثر فعالية لمجلس الأمن والأمم المتحدة لإصدار قرارات رادعة بحق المعتدي الإسرائيلي والأمريكي (رغم صعوبة ذلك).
إن ماتعانيه سورية منذ ثلاثة عشر عاماً حرب تدميرية مفتوحة رسمت معالمها الأصابع الأمريكية، ووظفت فيها كل المجموعات الإرهابية و”إسرائيل” وسخّرت لها مقدّرات دول تزيد على ثمانين دولة بغية إضعاف سورية اقتصادياً وعسكرياً وتفكيك وحدتها السكانية والجغرافية، لكن ذلك لا يعني أن سورية لا تمتلك وسائل الردّ الموجعة لـ”إسرائيل” ولمن يدعمها عملاً بمبدأ حق الدول بالدفاع عن نفسها الذي حاول الغرب أن يحصره بـ”إسرائيل” وحدها التي لم تكن في يوم من الأيام إلا في موقع المعتدي الذي يلعب بالنار، ومن يلعب بالنار لن تحترق أصابعه فقط وإنما قد تبتر ذراعه التي تطاولت أكثر بكثير مما يحتمله صبر الآخرين.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة