إصرار على التفوق رغم قسوة المشهد
خاص غلوبال – زهير المحمد
أقاويل كثيرة رافقت امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، كما في الأعوام السابقة عن صعوبة الأسئلة أو عن سهولتها وعن أجواء المراقبة وصعوبة الغش بالنقل، وصعوبة المواصلات إلى المراكز الامتحانية، وفي كل تلك الآراء نجد أن العامل الذاتي هو الأقوى، وهذا ما أكدته النتائج التي صدرت اليوم على وقع إطلاق رشقات من الرصاص التي نأمل ألا تحول تهور البعض في التعبير عن أفراحهم إلى مآس يسببها رصاصهم الطائش.
لقد بلغت نسبة النجاح بالفرع العلمي 57،90 %، فيما كانت نسبة النجاح بالأدبي 63،72 %، ومن المتوقع أن تزيد الدورة المتممة أعداد الناجحين وترفع النسبة، حيث يحق للطالب الراسب بثلاث مواد أن يتقدم للدورة المتممة.
وكذلك يحق لمن يريد من الناجحين تعديل درجاته لهذا العام فقط بسبب تعديل القوانين الامتحانية، والعودة إلى نظام الدورة الامتحانية الواحدة، وشروط النجاح التي تسمح للطالب أن ينكسر بمادتين وبعلامات لا تقل عن ربع الدرجة النهائية بهما.
اللافت للانتباه أن بعض الطلاب قد حصل على الدرجة التامة بالفرع العلمي وعددهم 12طالباً من مختلف المحافظات، وأن الآلاف من الطلاب لم يخسروا أكثر من علامة أو علامتين، وأن التنافس والإصرار على التفوق باتا سمة لدى السوريين رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
النقطة الأخرى التي لا بد من الإشارة إليها هي أن معظم المتفوقين درسوا في المدارس الحكومية، وأن المتفوقين من المدارس الخاصة قد تم تأسيسهم في ابتدائيات وإعداديات وثانويات وزارة التربية المجانية، وانتقلوا في سنوات دراستهم الأخيرة إلى الثانويات الخاصة التي لا تستقبل أصلاً إلا المتفوقين.
لا يزال المواطن السوري يعتبر العلم والدراسة على رأس أولوياته، على الرغم من تراجع المردود المادي لحملة الشهادات الدراسية قياساً بأصحاب المهن الحرة ونتائج الشهادات الإعدادية والثانوية العامة والمهنية وبمختلف فروعها، وهذا الإصرار على التفوق رغم قسوة المشهد يشير بوضوح إلى أن استثمار العقول هو الكفيل في تجاوز ما نعانيه من مشكلات وفي مختلف المجالات.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة