إطلاق “الإطار الوطني للتخطيط الإقليمي 2035″… هل ننجح في تحقيق توازن إقليمي تنموي؟؟
خاص غلوبال – مادلين جليس
عادة مايعرف التخطيط الإقليمي بأنه ذلك الأسلوب الذي يأخذ البعد المكاني لعملية التنمية بعين الاعتبار، وانطلاقاً من هذا التعريف ومن أهمية الانطلاق نحو تخطيط إقليمي وطني، أطلقت هيئة التخطيط الاقليمي “الإطار الوطني للتخطيط الإقليمي 2035” وذلك ضمن ورشة عمل أقامتها هيئة التخطيط الاقليمي في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق.
استعادة التوازن
الدكتورة ريما حداد رئيس هيئة التخطيط الإقليمي أكدت في تصريح خاص لشبكة “غلوبال” أن المدة الزمنية لنفاذ الإطار خمسة عشر عاماً، مشيرة أن نتائج والأهداف المرجوة من هذا الإطار لن تتحقق بشكل مباشر، إنما على المدى البعيد.
وأشارت حداد أن هذه الاستراتيجيات التي وضعها الإطار ستكون ملزمة للجهات العامة لاستمرار العمل بها، وصولاً للوضع الذي يسعى إليه الجميع، وهو استعادة التوازن وتحقيق أعلى عائد اقتصادي، إضافة إلى الوصول إلى توازن مكاني وتنموي بين جميع المناطق والأقاليم.
ونوهت حداد إلى رغبة الهيئة أن يتم تنفيذ الخطط للوصول إلى حالة تنموية متكاملة على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية ، وعن تتبع هذه الخطط أكدت حداد أن الهيئة طرحت على رئاسة مجلس الوزراء وجود لجنة تتبع وبانتظار البت في الموضوع، مشيرة أن تشكيل هذه اللجنة قد يكون من أعضاء المجلس الأعلى للتخطيط الإقليمي، ومن الوزارات : الزراعة والصناعة والنقل والمياه والأشغال، إضافة إلى المكتب المركزي للإحصاء، أي كل الوزارات الأعضاء في المجلس تقوم بتعين ممثلين عنها ليتم ضبط العملية التنموية.
تحقيق الوفرة المائية
الدكتورة مريم عيسى “هيدرولوجيا الموارد المائية”، أكدت في تصريح خاص لشبكة “غلوبال” أن مايجب العمل عليه هو المحافظة على الموارد المائية أي أننا يجب ألا نستنزف كل الموارد المائية المتاحة بل يحب تحقيق الوفرة للأجيال القادمة ، وهذا بحسب عيسى يحتاج إلى إدارة متكاملة تهدف للمحافظة على الموارد المائية واستثمارها بطريقة مثلى، ما يعني التوقف عن الضخ الجائر للمياه، والعمل على منع التلوث، إضافة إلى وإيقاف استنزاف الموارد المائية بالتالي ضمن هذا الاتجاه الأساسي كيف يمكن أن نحقق شبكات مياه لايختلط شبكات الصرف الصحي مع شبكة مياه الشرب، وكيف يمكن العمل على تحديث شبكات الري التقليدية التي تؤدي حتماً إلى استنزاف الموارد المائية.
وأكدت عيسى أن من أهم استراتيجيات المحافظة على الموارد المائية هو الاتجاه نحو زراعة المحاصيل الاقتصادية والريعية، فالمحاصيل الاقتصادية تعمل على توفير الاحتياجات المائية الزراعية أما الريعية فلها أهمية اقتصادية كبرى.
الاستثمار الصحيح
مدير البحث العلمي في جامعة دمشق الدكتور غيث ورقوزق أشار إلى أهمية الإطار الوطني للتخطيط الإقليمي من حيث وضع خارطة مكانية وخارطة للكمونات الطاقية الموجودة في سوريا، سواء كانت شمسية أو ريحية، بحيث يتم وضع الخريطة التي تحدد الكمونات الشمسية والريحية في كل منطقة، بحيث يستطيع كل مستثمر وكل شخص معرفة مناطق مشروعه والجدوى الاقتصادية منه.
وأوضح ورقوزق أن المستثمر كان في السابق يطرح استثمار حسب رغبته وإمكانياته المادية دون النظر للمحاور الأخرى، لكن ضمن الإطار الوطني للتخطيط الإقليمي كل محور مرتبط بالمحاور الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والثقافية وغيرها.
معالجة الإنزياحات
ويبدو التوجه السوري واضحاً نحو التخطيط بحسب ما أشارت معاون وزير الأشغال العامة والإسكان المهندسة ماري كلير التلي التي أكدت على أهمية معالجة الانزياحات المكانية والأضرار المادية وتآكل الأراضي الزراعية واستهلاك الموارد الطبيعية، التي أفرزتها انعكاسات الحرب على سورية، ومن هنا برزت أهمية التركيز على منهج التخطيط الاقليمي وربطه بإعادة الإعمار والتنمية المستدامة.و
طريقك الصحيح نحو الحقيقة