إعلامي سوري: وضع السوق المريب و حالة الناس المزرية تجعل من المواطن غريقاً يستنجد بقشة
وضع السوق المريب و حالة الناس المزرية تجعل من المواطن غريقاً يستنجد بقشة.. و رغم كل ما حصل يتوجه إلى الدولة ممثلة بالحكومة.. باحثاً عن السحر المفقود.. متهماً غاحياناً.. يائساً و بائساً غالباً.
في كل يوم مواجهة جديدة.. و كل يوم تؤكد الدولة تقليصها لدورها و تراجعها عنه.. و ربما عجزها عن القيام به..تاركة للسوق فرصة نادرة للتوازن الذاتي مهما بلغت درجة التشوه في الاقتصاد و السوق معاً.
ورغم الحالة الراهنة التي تدفع الدولة لتقليص دورها بضغط العجز.. و غياب المقدرة العلمية النظرية و العملية.. فإن حالة السوق و البلاد تتطلب تدخلاً فعلياً للدولة.. و وضع خطة مرحلية استثنائية لمنع مزيد من الانهيار و الفوضى.. لكن لا يستطيع أي كان ان يفهم حقيقة موقف الدولة و توجهاتها.
أتراها تنتظر سحر صندوق النقد الدولي لتصحيح و معالجة التشوهات الحاصلة في الواقع الاقتصادي و التنموي و المعاشي؟؟!!
لا يعقل ذلك.. فالظاهر أن الطريق إلى تدخل صندوق النقد الدولي ما زال طويلاً و بعيدا.. و حتي لو قبلنا بالفرضية السحرية أن صندوق النقد الدولي قاب قوسين أو أدنى من عبور البوابة السورية.. فإن دوراً للدولة لا بد من رسمه و تنفيذه كي يستطيع هذا الساحر ان يطل بسحره.
المهم الأن أن يتضح لصاحب القرار و المشارك به.. أن الوضع لم يعد يتحمل.. و أن شماعة الحرب و الحصار و العجز.. و كلها صحيحة.. لم تعد كافية لتغطية الواقع الفظيع الذي يواجهه البلد و تواجهه جماهير الشعب.. الخراب يستجر خراباً..و الفساد يستولد فساداً.. ولا بد من التوقف عن انتظار ” غودو ” الذي رسم وجوده السوريالي صموئيل بيكيت.. فغودو لن يأتي بل نحن الذين يجب أن نخرج من حالة الانتظار.
نحن بأمس الحاجة لنظرة جديدة و ارادة جديدة و خطة جديدة و موازنة جديدة ارجو أن تكون قد رسمت خطوطها ضمن إطار ادراك الحاجة للخروج مما نحن قابعين فيه.. و بالتالي الحاجة إلى موازنة جديدة تكشف بجرأة مكامن الايرادات الممكنة.. ورسم مخطط جديد للإنفاق العام يستهدف شؤون الناس.. دون أن يؤخذ هذا الكلام على أساس أنها دعوة للمضي في الطريق الاشتراكي المشوه بكامله.
بالتأكيد الوضع صعب و صعب جداً لكن ليس هو بالمستحيل في حالة صحت النيات و صحت العزائم.
نحن ننتظر الحلول و منها امكانية وصول المؤسسات المالية الدولية.. و هذا دونه حتى اليوم حالة الحصار المفروض.. فهل ننتظر الموت ام ننتظر غودو.
الاعلامي أسعد عبود – سيرياستيبس
طريقك الصحيح نحو الحقيقة