خبر عاجل
عودة العشرات من المواطنين إلى منازلهم شرقي سورية من لبنان… مدير الشؤون الاجتماعية بالحسكة لـ«غلوبال»: المسجلين لدينا 480 شخصاً ونعمل على مساعدتهم انقطاع التيار بالكامل عن دير الزور… مدير الكهرباء لـ«غلوبال»: عطل في الخط الرئيسي القادم من محطة جندر أجواء حارة نهارا و باردة ليلا…. الحالة الجوية المتوقعة عطل يحرم قاطني الجمعيات الجديدة من الكهرباء لعدة أيام… رئيس مركز كهرباء السيدة زينب لـ«غلوبال»: الحي بحاجة لمركز تحويل وسنتابع الشكوى انضمام نجوم جدد إلى مسلسل “تحت الأرض” عدسة غلوبال ترصد بلوغ حطين لنهائي درع الاتحاد لجنة الانضباط والأخلاق تصدر عقوباتها حول مباريات درع الاتحاد لكرة القدم عدوان إسرائيلي على مواقع عسكرية في المنطقة الوسطى على حساب جبلة.. حطين يبلغ نهائي درع الاتحاد لكرة القدم موعد سفر بعثة منتخبنا الوطني الأول إلى تايلاند
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

إنسانية معطرة برائحة “الديزل”

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

فيض هائل من المشاعر الجياشة الكاذبة، تفوح منها روائح المازوت، تنبعث من واشنطن ومن رئيس أمريكا بايدن شخصياً، الذي طلب من “إسرائيل” أن تسمح بمرور مئة وعشرين ألف ليتر من المازوت ضمن المواد الإغاثية التي تدخل من معبر رفح، بينما لاتسمح “إسرائيل” بدخول أكثر من ستين ألف ليتر من المادة يومياً، وذلك استناداً إلى مصادر إعلامية أمريكية، وهذا الفيض الإنساني “المازوتي” المقترن بوعود بايدن المتكرّرة بضرورة استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة يأتي في إطار محاولاته لتعديل ميزان شعبيته التي أوشكت أن تموت سريرياً لدى الرأي العام الأمريكي بسبب دعمه الأعمى للعدوان الفاشي الإسرائيلي على المدنيين في غزة.

ومما لا شكّ فيه أن مازوت بايدن الذي يسمح بدخوله من كيس غيره، وتطلب موافقة حكومة الإجرام الإسرائيلية يمكن أن يوهم الرأي العام الأمريكي والغربي والعالمي بأنه يوجد تغيير مهم في موقف بايدن من منكوبي غزة لأن الطفل الصغير هناك يعلم بأن المئة وعشرين ألف ليتر مازوت إن دخلت القطاع يومياً قد لا تكفي حياً صغيراً في أي مدينة من مدن العالم، فكيف ستكفي لتشغيل مولدات الكهرباء ضمن المشافي ووقود لسيارات الإسعاف والنقل وللآليات التي يمكن أن ترفع الأنقاض عن جثث المدنيين الذين دمرت “إسرائيل” المساكن على رؤوسهم.

لدرجة أن وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تغطي حرب الإبادة التي تقوم بها “إسرائيل” ضدّ الإنسان ولإنهاء مقومات الحياة في غزة، يقولون إن عمال الإنقاذ يزيلون الركام بأياديهم في محاولات يائسة لإنقاذ الأحياء الذين يستغيثون تحت أنقاض بيوتهم، وذلك لعدم توافر الآليات المناسبة أو الكافية للتعامل مع الكارثة، التي يمانع بايدن حتى الآن عن وقفها بقرار يوقف إطلاق النار، أو لأن معظم الآليات قد دمرها القصف الإسرائيلي أو لعدم توافر المازوت الذي يحاول بايدن أن “يكثر” من صهاريجه المتجهة إلى غزة، في وقت يجب أن يسعى بايدن لو أن لديه ذرّة إنسانية أن يوعز ل”إسرائيل” بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن شعب يجب ألّا يعاقب جماعياً وفق منطوق الشرعية الدولية، وأن يرسل هو وغيره طواقم ومعدات لعمليات الإنقاذ، ويجير “إسرائيل” للسماح بدخول طواقم إنقاذ ومعدات دولية لانتشال الجثث وربما الأحياء لتجنب كارثة تفشي الأوبئة بسبب تفسخ الجثث وفق تقارير وتحذيرات خبراء منظمة الصحة العالمية.

مازوت بايدن الدعائي لن يغير من نظرة الأمريكيين والعالم السلبية التي باتت تدرك أن الإدارة الأمريكية شريكة مباشرة، أو غير مباشرة للجرائم الإسرائيلية، ولن تتغير هذه الصورة السوداء بالمازوت ولا بنفط العالم قاطباً، وإنما يحتاج إلى يقظة من ضميره النائم وإلى موقف حازم ضدّ من يرتكبون الفظائع بحق الأطفال والمدنيين، حتى يقتنع الجميع بأنه فعلاً يتمتع بحس إنساني تدميه مناظر الأطفال الغزاويين الخدّج الذين يموتون لتوقف مولدات المشافي الكهربائية، ويتحولون إلى جثث غضّه تنهشها الكلاب الشاردة للأسف.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *