إنصاف منتجي العنب بالأسعار لايكفي!
خاص غلوبال – زهير المحمد
تنفس مزارعو الكرمة الصعداء على وقع إقرار مجلس الوزراء التسعيرة الجديدة للعنب العصيري، والذي ارتفع من ألف وسبعمئة ليرة للكيلو إلى ألفين وخمسمئة ليرة، تجاوباً مع اقتراحات اللجنة الاقتصادية.
وقد عبر فلاحو السويداء عن رضاهم عن التسعيرة الجديدة التي ترمم الفارق بين الأسعار وتكاليف الإنتاج، بينما لم يلق قرار رفع الأسعار الرضا المطلوب من مزارعي الكرمة في حمص لأن القضية بالنسبة لهم لاتتعلق بالسعر فقط، وإنما تتعلق بتحديد تاريخ الاستلام الذي لايبدأ إلا في منتصف شهر أيلول، حيث لم تعد الظروف المناخية تسمح كما كانت في السابق لتأجيل موعد القطاف إلى عيد الصليب في الرابع عشر من هذا الشهر نتيجة التغيرات المناخية ودرجات الحرارة المرتفعة التي قد تحول الثمار إلى “حطب” وخاصة في الريف الشرقي للمحافظة، ما يضطر المزارعين إلى بدء القطاف والبيع لتجار القطاع الخاص منذ بداية شهر أيلول، وتم تسويق معظم المحصول بسعر ألف وخسمئة ليرة للكيلو أو بالسعر الذي اعتمدته الدولة قبل التعديل الأخير كحد أقصى.
وهذا الأمر يتكرر سنوياً وتنتج عنه خسارة مزدوجة، خسارة للمنتجين الذين يضطرون لبيع العنب العصيري بأسعار متدنية قبل أن يتحول العنب إلى “حطب” ويخف وزنه والخسارة الأخرى التي تتكبدها شركة التقطير في حمص فهي لاتستلم ما يكفي لتشغيل المعمل بكامل طاقته الإنتاجية التي تتجاوز سبعة آلاف طن.
نؤكد مرة أخرى بأن السعر الجديد الذي اعتمدته رئاسة مجلس الوزراء هو مناسب جداً، وتوقيت استلام المحصول في شركة تقطير السويداء قد يكون مناسباً بسبب الفروقات المناخية التي تمهل المحصول في السويداء وربما في ريف حمص الغربي، لكنها لاتمهله في ريف حمص الشرقي المتاخم للبادية بسبب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، وهذا يتطلب تقديم موعد الاستلام أسبوعين على الأقل وعندها يتم إنصاف المنتجين بالسعر وبالتوقيت وتصل إلى الشركة كميات العنب التي تتناسب وطاقة الشركة الإنتاجية، فهل تجد هذه المسألة ما تستحق من اهتمام؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة