إنّه الموت…!
خاص غلوبال – هني الحمدان
نعم إنّه الموت ولاحديث منذ الأمس سوى حديث الموت والخوف من الموت وهل بات وشيكاً.
ففي كبد الليل وأكثر اللحظات هدوءاً، طرق الموت أبواب السوريين، وأغمض أجفانهم إلى الأبد، خطفهم من نومهم على حين غرّة،ولم يمهلهم حتى تحقيق أحلامهم، نعم إنه غضب الطبيعة المباغت، فحين تغضب الطبيعة تقول كلمتها بأن كل ما شيّدتموه من مبانٍ لا قيمة له عندي…!
كارثة وصفت بالأسوأ منذ سنوات، أناس انتقلوا إلى الدار الآخرة،وآخرون ينتظرون الفرج بإغاثتهم من تحت الأنقاض، وجرحى يئنّون من هول ما أصابهم و مارأوا.
مبانٍ انهارت بأكملها، وبيوت أصبحت غير آمنة للسكن بسبب التصدعات من جراء الزلزال،لطفك يا رب ورحمتك لأرواح الشهداء ودعواتنا بالشفاء العاجل للجرحى وإنقاذ من يصارع الموت لكي يعيش.
تخيّلت وأنا أشاهد الناس يهرعون خارج منازلهم إلى الساحات، تاركين وراءهم كل ما يملكون، أن كل شيء قد يتعرض للدّمار، لكن أن يتسبب هذا الدمار بموت إنسان فتلك فاجعة، إذ لا قيمة لثقافة أو بناء أو أملاك وأموال مقابل حياة الإنسان.
اقتنعت أن كثرة الأموال والأملاك لا تساوي شيئاً أمام سطوة الطبيعة وقرارها
في غمرة الهلع، شأني شأن الملايين في ليلة كارثة السوريين وما سبّبته من حزن أدمى القلوب وأدمع العيون،كنت أنظر حولي إلى أعز أشيائي على قلبي، لم أتذكر شيئاً، لم أفكّر بشيء وكأن عقلي توقف عن التفكير.
ما قيمة الأشياء التي يمتلكها الناس ويفاخرون بها، ما قيمة المعارف والفنون والجّاهات عندما تقول الطبيعة كلمتها ما معنى أن ”نتكوّم“ على بعضنا راجين الاحتماء، ما قيمة كل شيء؟لطفك يارب.
الفاجعة كبيرة والمصاب جلل، فلنكن يداً واحدة نساعد بعضنا بعضاً، هي دعوة للجميع لكي يبادروا،فلدينا إخوة وأهل كثيرون باتوا في العراء،وعلينا أن نمدّ يد العون لهم، ومن يستطيع تقديم أي مساعدة فالآن وقتها.
حمى الله سورية وأبناءها والرحمة لأرواح الشهداء.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة