ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء يخرجان المونة من سلم الأولويات… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: تكاليف تحضيرها عالية جداً
خاص ديرالزور – ابراهيم الضللي
على مر السنوات السابقة كانت الأسابيع الأخيرة من شهر تموز بداية لموسم المؤونة بدير الزور، والتي فيها تبدأ الأسر بتجهيز مؤونة الشتاء من الخضر والفواكه الصيفية، مثل الجبن والبامياء ورب البندورة والمكدوس والمربيات بأنواعها، والتي يفضل أبناء المحافظة أن تكون من الخضر والفواكه المنتجة المحلية “زورية”، والتي ينتهي موسم العديد منها مع بداية شهر آب، لكن ارتفاع الأسعار وغياب الكهرباء صنع واقعاً جديداً فرض على معظم الأسر الاستغناء عن المؤونة بصورة شبه تامة.
عدد من الأهالي أكدوا خلال حديثهم لـ«غلوبال» أن دخل الأسرة بالكاد يكفي الاحتياجات اليومية، ومن الصعب جداً أن يتم تحضير المؤونة في ظل الارتفاع الكبير في أسعارها، وقبل ذلك فعملية تحضير معظم أصناف المؤونة غير ممكنة نظراً لغياب الكهرباء وعدم إمكانية تجميدها، وبالتالي فهي عرضة للعطب، وباتت تقتصر على فئة قليلة من الميسورين الذين يمتلكون منظومة طاقة شمسية في منازلهم.
حيث أشار المواطن سعد الحميد إلى أن أسعار الخضر مرتفعة للغاية وبالكاد تستطيع الأسرة تأمين احتياجاتها اليومية منها فكيلو البامياء بحدود 8 آلاف ليرة، والبندورة والباذنجان لاتقل عن 5 آلاف ليرة، والملوخية بحدود 10 آلاف ليرة، مايعني أن تكلفة المؤونة لأي نوع من هذه الخضر يحتاج لمبلغ يتراوح بين 200- 300 ألف ليرة، وبالتالي فإن تحضيرها غير وارد على الإطلاق لأنه يفوق استطاعته.
وبينت ناديا العلاوي أنها كانت تصنع لأسرتها مختلف أنواع المربيات أما اليوم فهي عاجزة حتى عن شرائها لأكثر من مرة أو مرتين في كامل الموسم، فمن الصعب جداً صناعة المربى في المنزل في ظل ارتفاع أسعار الفواكه وسعر السكر وندرة الغاز المنزلي.
من جانبه قال رائد الأحمد: إن المؤونة باتت تقتصر على كميات قليلة جداً من الخضر التي يتم تجفيفها، فأسرته ستكتفي بكمية قليلة من البامياء والباذنجان لا تتجاوز 3 كغ، أما المربيات والمكدوس والجبن فأصبحوا من الماضي.
الباحث الاقتصادي حسان المغير أشار في تصريح خاص لـ«غلوبال» إلى أن تحضير المؤونة التي كانت أمراً أساسياً لدى أهالي دير الزور باتت صعبة للغاية في ظل الظروف الاقتصادية وارتفاع تكاليف تحضيرها التي تفوق قدرة معظم الأسر.
لافتاً إلى أن أسعار الخضر والفواكه مرتبط بارتفاع تكاليف إنتاجها ونقلها، إضافة إلى قصر فترة موسم الخضر والفواكه المنتجة محلياً، والتي تسمى “الزورية”، وهي المفضلة لدى أبناء دير الزور في تحضير المؤونة، والتي غالباً مايمتد موسمها لشهري حزيران وتموز، ما يشكل ضغطاً على نفقات الأسر التي ترغب بتحضير المؤونة إضافة إلى عدم إمكانية تخزين هذه المواد التي يحتاج معظمها للكهرباء في ظل ازدياد ساعات انقطاع الكهرباء، لذلك بات الكثير من العائلات تفضل شراء المؤونة بكميات قليلة ووفق الحاجة خلال فصل الشتاء من المحال التجارية التي تقوم بتحضيرها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة