ارتفاع تكاليف العلاج أبقى عيادات طب الأسنان حكراً على ميسوري الحال رئيس برنامج طب الأسنان وصحة الفم بمديرية صحة السويداء ل” غلوبال” ارتفاع الأدوية العلاجية والتجهيزات الطبية دفع أطباء الأسنان لرفع الأجور العلاجية
خاص غلوبال السويداء- طلال الكفيري
أكثر من مليوني ليرة بات يحتاجها من وقع تحت ” سياط” ألم الأسنان وأوجاعها بغية تسكينها، ما أبقى عيادات طب الأسنان حكراً على ميسوري الحال، وليعود من أمامها الذين ميزانيتهم المالية لا تسمح لهم بدخولها، للتخفيف من آلامهم و أوجاعهم، وبالتالي إصلاح أسنانهم وأضراسهم التي نخرها ” السوس”
فتكاليف المعالجة المرتفعة وحسب ما تحدث عدد من المراجعين ل” غلوبال” أغلقت أبواب المعالجة السنية، أمام ذوي الدخل المحدود وأصحاب المهن الحرة، كيف لا وتكلفة قلع الضرس الواحد تجاوز سقفها العشرين الف ليرة، بينما المعالجة اللبية للضرس الواحد مع سحب العصب تجاوز حده المادي الستين ألف ليرة، وليبقى لتركيب الجسور أجوره ” الذهبية” على الأطباء،و” القاشوشية ” على جيوب المرضى، لكونها تتجاوز المليوني ليرة قابلة للزيادة في الأيام القادمة، بينما تكلفة تركيب الأسنان ” الاصطناعية” لم تكن أرحم على جيوب من يرغب بتركيبها لوصولها إلى أكثر من نصف المليون ليرة، طبعاً تكلفة العلاج لم تتوقف عند ما ذُكر ليضاف إليها تقويم الأسنان التي تبلغ تكلفتها المالية نحو المليون ليرة.
وليضيف من اكتوى بنار المعالجة السنية المُرتفعة، أنهم وللهروب من شبح التكاليف تلك، توجهوا نحو العيادات السنية التابعة لمديرية صحة السويداء، لكنهم وللأسف عادوا من أمام أبوابها بخفي حنبن لكون أجهزتها قديمة اكل الدهر عليها وشرب ولم تعد تواكب متطلبات العصر الحديث، إضافة لعدم توافر المواد العلاجية ضمنها بالشكل الكافي. خاصة المادة المخدرة، ما أقتصر عمل كوادرها الطبية على قلع الأضراس، والأسنان فقط.
مدير برنامج طب الأسنان وصحة الفم بمديرية صحة السويداء الدكتور فاضل القنطار قال ل” غلوبال” أن ارتفاع أجور المعالجة السنية، لم يأتِ من فراغ. فهو له أسبابه والتي أولها ارتفاع أسعار المواد العلاجية بنسبة تفوق ١٠٠٠% فمثلاً وصل سعر علبة المخدر التي تحوي خمسون أمبولة إلى نحو ٩٠ ألف ليرة، بعدما كانت لا تتجاوز ١٠ آلاف ليرة. ناهيك عن ” الحشوات” التي وصلت علبتها الواحدة إلى ٣٠ ألف ليرة. بعدما كانت لا تتجاوز ١٤٠ ليرة، عدا عن ارتفاع أسعار التجهيزات الطبية اللازمة للعيادات، والتي تبلغ تكلفتها غير الثابتة لكونه معظمها مستورد من الخارج إلى نحو خمسة عشر مليون ليرة، ناهيك عن الرسوم المرتفعة المترتبة على الاطباء كالضرائب وغيرها.
مضيفاً أنه يوجد على ساحة المحافظة ٤٢ عيادة سنية تتبع للمراكز الصحية، لكن مشكلتها تكمن بقلة المواد العلاجية، خاصة المادة المخدرة، فهي غير متوافرة في كثير من الأحيان، لكون شرائها مركزي عن طريق وزارة الصحة، والأهم من ذلك أجهزة هذه العيادات قديمة، وأصبحت تحتاج إلى أعمال صيانة، وحالباً يتعذر ذلك لعدم توافر السيولة المالية اللازمة لأعمال الصيانة أو شراء أجهزة جديدة، نتيجة غلائها.
والمشكلة الأهم العاصفة بالعيادات السنية، هي ساعات التقنين الطويلة للتيار الكهربائي، ما عرقل عمل الكوادر الطبية في تلك العيادات، فمثلاً تعقيم المواد والأجهزة الخاصة بطب الأسنان يحتاج على أقل تقدير ساعة ونصف، وعند الانتهاء منها تكون الكهرباء قد دخلت في دائرة التقنين، وكلنا يعرف أن أجهزة طب الأسنان لا تعمل دون كهرباء، وأمام ذلك الواقع بات عمل العيادات السنية مكانك راوح، خاصة مع خلو العيادات من مولدات للديزل.
إذا وبهدف تفعيل العيادات السنية يجب إلغائها جميعها وإحداث مراكز تخصصية في كلٍ من شهبا وصلخد والمزرعة والقريا والمشنف، ورفدها بمولدات ديزل كي تقوم بعملها على أكمل وجه.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة