استقالة 430 موظفاً منذ بداية العام… رئيس اتحاد عمال السويداء لـ«غلوبال»:السبب أجور النقل المرتفعة
خاص السويداء – طلال الكفيري
لعل الاستقالات التي تقدم بها عشرات الموظفين في السويداء منذ بداية هذا العام، لم تأت من فراغ ولم تكن في يوم من الأيام ضمن قاموسهم الوظيفي، لكن ما دفعهم لهذا الخيار، هو أجور النقل المستنزفة لكامل رواتبهم مع اضطرارهم أحياناً للاستدانة لإكمال مشوارهم الشهري للوصول إلى مكان عملهم، ولاسيما أن 80 بالمئة من موظفي المحافظة، هم من القرى والبلدات البعيدة عن مركز المدينة.
معاناة موظفي المحافظة مع أجور النقل التي ارتفعت بشكل غير قانوني خلال العامين الماضيين أكثر من 400 بالمئة، مع عجز الجهات الرقابية عن إيجاد حل لها لتاريخه أرغمت من تجاوزت سنين وظيفته في القطاع العام 22 عاماً لتقديم استقالاتهم، كون وصولهم إلى أماكن عملهم وحسب الذين التقتهم لـ«غلوبال» بات يحتاج يومياً إلى 6 آلاف ليرة ذهاباً واياباً، طبعاً إذا كانت وسيلة النقل سرفيساً أو ميكرو باصاً، وهذا يعني أن الموظف الواحد أصبح مرغماً على دفع 120 ألفًا شهرياً طبعاً في حال كانت أيام دوامه لا تتعدى 20 يوماً.
الأجور المدفوعة يومياً من موظفي الدوائر الحكومية، قد يزداد مؤشرها في أيام كثيرة من الشهر، من جراء إحجام السائقين عن العمل بذريعة عدم توافر مادة المازوت، وبالتالي توجههم نحو سيارات الأجرة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى ازدياد تكاليف النقل.
وللحد من الاستقالات التي أصبحت تأخذ منحى متزايداً في الآونة الأخيرة، بات حرياً بالجهات التي يعمل بها هؤلاء الموظفون تأمين وسائط نقل جماعي لهم على نفقتها، أو إتباع نظام المناوبات للتقليل ما أمكن من أيام دوام الموظف، ذلك بهدف تحقيق وفر مالي عليه، أو العمل على صرف بدل تنقل لكل عامل مقيم خارج المدينة كمبالغ إضافية على الراتب، فإبقاؤهم تحت رحمة أصحاب السيارات، وبالتالي استنزاف رواتبهم سيرغم بالتأكيد من تبقى منهم على رأس عمله في قادمات الأيام للتقدم باستقالاتهم كونها تُعد الطريقة الأنجع للحفاظ على الراتب، ولاسيما بعد أن يصبحوا في عداد المتقاعدين.
رئيس اتحاد عمال السويداء هاني أيوب أوضح لـ«غلوبال» بأن الذين تقدموا باستقالاتهم من موظفي الدوائر الحكومية منذ بداية العام ولتاريخه وصل إلى 430 موظفاً، والنسبة الأكبر هي من قطاع الصحة والبلديات، لافتاً إلى أن توجه العاملين في القطاع العام للتقدم باستقالاتهم، مرده إلى أجور النقل المرتفعة التي أصبحت المستهلك الأكبر للرواتب، ومنهم تقدم باستقالته كشريحة الأطباء للسفر خارجاً، بهدف تحسين أوضاعهم المعيشية.
منوهاً بأن استمرارية استقالات العمال ستكون لها انعكاسات سلبية على الواقع الخدمي للدوائر، كون ذلك سيؤدي إلى إفراغها من كوادرها العمالية.
وبالنسبة للنقل الجماعي، أشار أيوب إلى أن وزارة المالية سبق وأن لحظت العام الماضي اعتماداً مالياً للمحافظة، لزوم تأمين نقل جماعي للموظفين، ولكنه لم يتم رصد المبلغ الملحوظ لتاريخه ما أبقى الحال على ما هي عليه.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة