اقتصادي للبنشرة وكومجي للاقتصاد

خاص دمشق – زهير المحمد
أعط خبزك للخباز ولو أكل نصفه، ربما يختصر هذا المثل سياسات الحياة السليمة التي تقدر أصحاب الاختصاص ولاتستخسر فيهم ما يتقاضوه من مردود حتى لو ارتفع لنصف ماينتجونه، لأن ذلك يوفر النصف الثاني بينما فقير الخبرة قد يحرق العجين ويحوله إلى رماد تماماً كما يقولون بدل ما يكحلها عماها.
أتذكر وأنا أورد هذه الأمثال صديقي الاقتصادي الكبير الذي اشترى سيارة منذ عشر سنوات (أيام كانت السيارة حلماً صعب المنال) وكانت السيارة مركونة من سنوات تحت عوامل الطبيعة لكن منظرها مقبول وحالتها الفنية جيدة، وبات صاحبنا يأخذ عائلته أسبوعياً في مشاوير حول المدينة وفي أحد هذه المشاوير بنشرت السيارة في وسط الطريق وكان لابد من تغيير الدولاب المفزور بدولاب الاحتياط، لكن براغي الدولاب كانت صدئة بفعل الزمن والعوامل المناخية وفشلت كل محاولات صديقنا الاقتصادي من فك البراغي المستعصية.
ترك أسرته بالسيارة وقصد كومجياً لايبعد محله أكثر من كيلو متر واحد وطلب منه أن يذهب ليفك البراغي المستعصية، والتي تحتاج إلى خبرة كومجي ضليع لكن الكومجي نادى لأحد الصبية ممن يساعدونه ليذهب مع الاقتصادي الكبير…
حيث امتعض الأخير وقال للكومجي إذا كنت أنا لم أستطع فك البراغي فهل يستطيع هذا الطفل فعل ذلك؟ وبعدها قبل على مضض وفور وصولهم إلى السيارة وضع الصبي المفتاح بالبرغي ووصل المفتاح ببورية بطول نصف متر ودعس عليها ليصدر صوت صرير ينذر بالحلحلة، وهكذا وخلال دقائق معدودة تم فك البراغي وتغيير الدولاب واستطاع الصبي بخبرته أن يتفوق على الاقتصادي في مجال ليس من صلب اختصاصه.
والسؤال هنا لو واجهت الكومجي معضلة اقتصادية هل سيتفوق في حلها على الاقتصادي؟.
بالتأكيد يستطيع الكومجي تسيير أمور حياته لكن خبرته بالاقتصاد وأقصد اقتصاد البلد قد تكون كخبرة الاقتصادي في فك البراغي المستعصية.
والسؤال المطروح هنا لما تتعثر الحلول الاقتصادية التي تتبعها الحكومة؟وهل تعتمد في ذلك على أصحاب الخبرة والاختصاص؟.
للأسف كأن القرارات الاقتصادية يتخذها أشخاص قد يفلحوا في اختصاصات أخرى لأن معظم القرارات في السنوات الأخيرة لم تنعكس إيجاباً على الناس بل نزيد الطين بلة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة