الأغذية الفاسدة من أرباح غير مشروعة إلى شروع بالقتل
خاص غلوبال – زهير المحمد
تتناقل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي أخباراً عن أغذية فاسدة يتم ضبطها يومياً، والمؤسف أن تكون تلك الكميات بالأطنان سواء لطرحها للاستهلاك المباشر كاللبنة والجبنة ومشتقات الألبان واللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك، أو كانت كمواد أولية منتهية الصلاحية لاستخدامها في إنتاج أنواع معينة من الغذاء.
وهذه ليست مخالفة تموينية فقط، وإنما أقرب إلى جريمة كمحاولة الشروع بالقتل عن سبق إصرار وترصد، لأن وصول الأغذية الفاسدة وبيعها للمستهلكين تتسبب بالتسمم الجماعي الذي يمكن أن يفضي إلى الموت.
قبل أيام تناقلت وسائل إعلام عالمية أن عشرات الأشخاص قد لاقوا حتفهم في الهند بسبب تناولهم مشروبات فاسدة في حفل زفاف، ولدينا حوادث مشابهة عن حالات تسمم جماعية نتيجة تناول أطعمة فاسدة في الأعراس والحفلات والمناسبات الاجتماعية الأخرى، وفي أغلب الأحيان يتنازل الضحايا عن الشكوى ويعتبرون المسألة عارضة خاصة إذا لم تفض تلك الأطعمة للموت.
إن الحرص على سلامة الغذاء وحفظه في المكان المناسب وبدرجة حرارة منخفضة ومراقبة صلاحيته بشكل يومي في معامل الأغذية وفي الفنادق والمقاصف ولدى باعة الجملة والمفرق، هي مسؤولية تقتضي محاسبة من يهمل القيام بها، وخاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وافتقار بعض المستودعات للمولدات التي تؤمن التبريد عند انقطاع الكهرباء، أو نقل الأغذية سريعة التلف في وسائط نقل لاتحتوي أجهزة مناسبة للتبريد.
كل ذلك قد يؤدي إلى حالات تسمم وأحياناً إلى كوارث صحية يمكن تلافيها، من خلال الوعي بحساسية التعامل بهذه المواد الغذائية، وفرض العقوبات الرادعة بحق المقصرين أو الذين يتاجرون بأرواح البشر عندما يغامرون بتداول مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية طمعاً بالأرباح، أو تجنباً للخسائر التي تنتج عند تلف المواد لعدم توافر الشروط المناسبة للتخزين والنقل أو لانقضاء مدة طويلة على المادة الاستهلاكية، وعند ذلك تتحول المخالفة من مخالفة تموينية إلى جريمة شروع بالقتل العمد.
وهذا مايجب أن يدركه الجميع ويحرص على تجنبه حفاظاً على صحة المستهلكين وأرواحهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة