خبر عاجل
أجواء معتدلة نهاراً وباردة ليلاً… الحالة الجوية المتوقعة دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

”الأنطمة“ تُخذل فلسطين!

خاص غلوبال ـ علي عبود

باستثناء كولومبيا، فلم تتخذ أي دولة إجراءات عملية ضد الوحش الإسرائيلي الذي يفتك على مدار الساعة بالنساء والأطفال في قطاع غزة، ويدفع باتجاه تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء.

ولا يمكن لوم أي أجنبي مناصر للقضية الفلسطينية على التردد باتخاذ إجراء يُلجم الوحش عن ارتكاب المزيد من المجازر مادامت ”الأنظمة“ العربية لاتزال مصرة على المساواة بين المجرم والضحية.

ومع أن ”الأنظمة“ تدرك جيداً بحكم تجاربها على مدى عقود، وخاصة الموقّعة على اتفاقيات إذعان مع عدو العرب، بأن إسرائيل لاتردّ ولا ترضخ إلا لمنطق القوة، فإنها لاتزال مصرة على (العمل الدبلوماسي) مع الجانب الوحيد القادر على لجم الصهاينة، أي أمريكا، وكأنّها لم تتعلم الدرس منذ تاريخ إنشاء هذا الكيان الغاصب.

لقد خذلت “الأنظمة” العربية الفلسطينيين بتوقيعها لاتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وإبراهام استناداً إلى وهم أن أوراق حل (الدولتين) بيد الأمريكان، متجاهلين عمداً مقولة الزعيم جمال عبد الناصر (ماأخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة)!.

وبعد مرور أكثر من عقدين على مبادرة السلام العربية، فلا تزال الأنظمة مصرّة عليها، على الرغم من رفضها من إسرائيل وتجاهلها من الدول الغربية، وخاصة الأمريكان.

أليس معيباً، بل ومستفزاً، أن تنشغل “الأنظمة” بفتح معبر رفح لعدة ساعات لتمرير مساعدات طبية وعذائية، بدلاً من اتخاذ قرارات تُرغم الوحش الإسرائيلي على وقف مجازره ضد المدنيين وجلهم من الأطفال والنساء.

لاحظوا هذا المشهد السريالي: وزير خارجية أمريكا يطلب من الأنظمة إدانة المقاومة والإعلان عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها على وقع الأساطيل والبوارج وحاملات الطائرات، ورؤساء ”الأنظمة“ يطالبون بهدنة مؤقتة، ويدينون استهداف المدنيين من الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني).

الأمريكي ومعه الفرنسي والبريطاني والألماني، يهددون بالتدخل العسكري المباشر جنباً إلى جنب مع الوحش ضد الفلسطينيين، والأنظمة العربية تدعو إلى التهدئة، وإلى هدنة لبضع ساعات لتمرير المساعدات مقابل الإفراج عن حاملي الجنسية الأمريكية المحاصرين في غزة،
إنه فعلاً لأمر غريب ومستفز هذا الإذعان للأمريكي والصهيوني.

لقد راهنت قلة (وليست كثرة) أن الجامعة العربية ستستثمر للمرة الأولى بتاريخها المشين عملية (طوفان الأقصى) لانتزاع بعض الحقوق الفلسطينية من الوحشين الصهيوني والأمريكي، والتي نصت عليها المبادرة العربية، أيّ إقامة دولة فلسطينية، لكنها خذلت مجدداً كعادتها الفلسطينيين، وخضعت للعربدة الصهيونية والغطرسة الغربية، بل لم ترد بكلمة واحدة على وصف الفلسطينيين من قبل وحوش حكومة العدو بـ ”الحيوانات“.

ولا نستبعد أن تكون بعض الأنظمة العربية ”وبّخت“ القيادات الفلسطينية في اتصالاتها غير المعلنة لأنها أغضبت الوحش بعملية (طوفان الأقصى).

لقد سمعنا في الأيام الأخيرة أسئلة محبطة من قبيل: ماذا يمكن للجامعة أو الأنظمة العربية أن تفعله لكبح الوحش الإسرائيلي؟.

بما أن الأنظمة لاتزال تزعم ”إعلامياً“ بأنها تناصر الفلسطينيين، ومع تنفيذ المبادرة العربية، فلماذا لاتترجم أقوالها بأفعال زجرية ترغم الوحشين الإسرائيلي والأمريكي على مراجعة حساباته، ووقف الجرائم التي يرتكبها على مدار الساعة منذ أكثر من عشرة أيام؟.

لايطلب الفلسطينيون من الأنظمة إرسال جيوشها إلى حدود فلسطين المحتلة، فالمقاومة قادرة على مواجهة الوحش من خلال مبدأ (السن بالسن)، هم يطالبون بإجراءات ملموسة كما فعلت كولومبيا مثلاً بطرد السفير الإسرائيلي.

نعم كان يمكن للأنظمة أن تستثمر الجامعة العربية مع بدء ارتكاب الوحش الإسرائيلي المدعوم عسكرياً ومالياً وإعلامياً من الوحش الأمريكي بإصدار القرارات التالية:
ـ تعليق العمل باتفاقيات (الاستسلام والإذعان) وتحديداً كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة لمدة محددة تحت طائلة إلغائها إن لم توقف إسرائيل جريمة إبادة شعب عزة.
ـ تعليق اتفاقيات التطبيع الجديدة بين ”إسرائيل“ والأنظمة العربية.
ـ طرد سفراء ”إسرائيل“ ومكاتبهم التمثيلية من العواصم العربية حتى إشعار آخر.
ـ دعوة الجمعية العمومية للأمم المتحدة لمناقشة الوضع الإنساني في غزة تمهيداً لانتزاع قرارات ضد الوحش الإسرائيلي تحت البند السابع.
ـ إرسال المساعدات الإغاثية إلى غزة من معبر رفح مع تأمين الحماية لها من عدة دول عربية.
ـ تجميد اتفاقيات الغاز الإسرائيلية ـ المصرية
ـ تفعيل اتفاقية مقاطعة البضائع الأمريكية.
ولو فعلتها الأنظمة العربية خلال الأيام الأولى للقصف الوحشي الإسرائيلي على غزة لبادرت دول صديقة ومناصرة للفلسطينيين إلى اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الأمريكان والصهاينة.

وإذا كانت مخابرات أحد الأنظمة العربية فعلاً (حذرت إسرائيل من احتمال حدوث هجوم عسكري عليها، قبل ثلاثة أيام من بدء عملية “طوفان الأقصى”) وإذا كان صحيحاً ماأعلنه مسؤول كبير في هذه المخابرات (أننا حذرنا مراراً وتكراراً الإسرائيليين من التخطيط لشيء كبير من غزة)، فهذا ليس بمستغرب بدليل ردود الفعل الباهتة والمخجلة على الأعمال الوحشية ضد المحاصرين في غزة ومنع إمدادهم بالدواء والغذاء لأنهم حسب وصف الصهاينة والأمريكان أقل من حيوانات!.

الخلاصة: لقد وجدت ”إسرائيلبالتأييد المحموم لها من قبل الغرب بقيادة الأمريكي فرصة سانحة لتنفيذ مؤامراتها التي خططت لها منذ عقدين على الأقل، وهي تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، ومن أراضي الـ 48 إلى لبنان، ومع ذلك لم تتحرك الأنظمة العربية لمواجهة هذه المؤامرة التي دخلت خيز التنفيذ إلا بالتصريحات الإعلامية!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *