الإجرام أمريكي والمخالب إسرائيلية

خاص غلوبال – محي الدين المحمد
ليس من قبيل رفع المسؤولية الجرمية عن (نتن ياهو) وعن حكومة “إسرائيل” الأشدّ تطرفاً لو قلنا: إن مايجري من حرب إبادة ومن اعتداءات على دول المنطقة هو تنفيذ للإرادة الأمريكية التي تريد عقاب كل من يخالفها وتدفيعه الثمن، خاصةً أن الإسرائيلي- كلب الحراسة لمصالحها ولهيبتها المقزومةوالمهزومة- قد أدمن الإجرام والاستهتار بالقانون الدولي، وبالتالي فإن أمريكا الآن تنهش بالأنياب الإسرائيلية، وبمعنى أدق بعد تصريحات بايدن قبل أيام بأنه صهيوني لأنه ليس شرطاً أن يكون الصهيوني يهودياً، وربما لم يضطر وزير خارجيته بلنكن ليقول ما قاله رئيسه لأنه يهودي وصهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم.
طائرات شحن تنقل أسلحة متطورة وحاملات طائرات في المتوسط، وألفا جندي من المارينز جاهزون للانتشار والتدخل لمؤازرة “إسرائيل” ضدّ الشعب العربي الفلسطيني الأعزل في غزة، وفق متطلبات الإجرام الذي فاق كل الحدود.
إن “إسرائيل” الغارقة في وحول “طوفان الأقصى” والتي تبطش في كل مكان غير مكترثة للعواقب، ليست أكثر من رأس حربة أمريكية مسمومة باتت في حالة هيجان إجرامية تستند إلى فائض هائل من القوة العسكرية، وتحت تصرفها كل لوبيات المال والسلاح العالمية، وما تحمله البوارج الأمريكية في المتوسط وفي الخليج وفي قواعد التحالف الدولي غير الشرعية، وفي القواعد الأمريكية وقواعد حلف الأطلسي المنتشرة في المنطقة، وهذا ما يفسر الارتفاع المتزايد لوتيرة التصريحات الإسرائيلية ليلة أمس، بأن “إسرائيل” ستكثف غاراتها على غزة، ناهيك عن أنها لم تكتف بذلك، بل قصفت مطاري دمشق وحلب المدنيين وأخرجتهما من الخدمة، كما قصفت مواقع في جنوب لبنان، ولأول مرة منذ عشرين عاماً تقصف الضفة الغربية وتقتل فلسطينيين إثنين في استهداف مسجد، وتعتقل أكثر من 150 فلسطينياً فيها خلال اليوم وأمس.
ولتكتمل الدائرة الهستيرية كان لا بد من قصف موقع عسكري مصري، ومن ثم تعتذر بحجة الخطأ، وهذا عذر أقبح من ذنب على الأقل لأن مصر ليست في حالة عداء ل “إسرائيل” منذ إتفاقية كامب ديفيد، لكن التفسير الذي يمكن استنتاجه هو أن أمريكا أرادت عقاب مصر لأنها لم توافق على تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في سيناء لتصفية القضية الفلسطينية وإطلاق اليد الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية بعد تهجير سكانها إلى الأردن.
المرصد الأوروبي لحقوق الإنسان قال: إن “إسرائيل” تقتل يومياً مئتي طفل بالقنابل لكن المرصد لم يذكر عدد الأطفال الذين تقتلهم “إسرائيل” بالحصار وقطع المياه وحوامل الطاقة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية التي بدأت الوصول بالقطارة، ولا يستفيد منها إلا “كل طويل عمر” كما يقال.
هل هو فرط القوة أم فرط الدعم الأمريكي أم فرط الإجرام في شراكة أمريكية إسرائيلية معلنة وليست بحاجة تمحيص.
هذا الطيش الإسرائيلي الذي ينشر الدمار في المنطقة يدل على أن قادتها يشعرون بعد “صفعة طوفان الأقصى” بأنهم يلعبون بالوقت المستقطع وأن ساعة النهاية اقتربت وأن تطمينات الأمريكي ودعمه ماهي إلا كتسمين العجول قبل ذبحها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة