خبر عاجل
الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي درجات حرارة ادنى من المعدل… الحالة الجوية المتوقعة هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

البروكار السياسي الدمشقي يعيد العرب إلى قلبهم

خاص غلوبال – شادية اسبر

“من أجل عودة دمشق لممارسة دورها الفاعل في محيطها العربي”، عبارة تشارك فيها جميع زوّار العاصمة السورية من أشقائها العرب، إن كان بالحرفية هذه أو بالمعنى ذاته، هو الموقف الذي أكده الموفدون إلى دمشق، والذين استقبلهم الرئيس بشار الأسد بمختلف صفاتهم الرسمية والشعبية، البرلمانية والوزارية والحزبية والتضامنية استقبلهم بثبات سوري وانتماء عربي لم يتخل عنه السوريون يوماً، رغم هول ما جرى في سنوات الحرب.

حرب تمسكت خلالها سورية بعروبتها، وهي المؤمنة بأن الخلاف بين الإخوة لن يدوم، وحقيقة الربيع المزعوم لا بد ستظهر، فكان إن جاء السعي لعودة العرب إلى قلبهم، والقلب إلى نبضه.

وبغض النظر عن المسميات التي يطلقها أعداء إعادة العلاقات في المنطقة إلى طريق الصواب، كمصطلحهم ”التطبيع مع النظام“أو الترويج لما يعرف بـ”إيرانوفوبيا“، أو ربط العلاقات بين دمشق والعواصم العربية، بعلاقاتها مع حلفائها وخاصة طهران، وبغض النظر عن محاولات التشويش أو العراقيل التي لم ولن يتوقف الأعداء عن المضي فيها، فإن وضع العربة أمام الحصان مجدداً، بات أمراً صعب التنفيذ اليوم.

لم تكن كارثة الزلزال هي البوابة التي عاد عبرها العرب إلى دمشقهم، كما يحاول البعض الترويج له، فقد سبق الكارثة بأشهر عدة بل أعوام، لقاءات بعيداً عن كاميرات الإعلام، وهذا ما أكدته تصريحات رسمية، وتسريبات وتحليلات، كما أن العلاقات العربية العربية في مجالات عدة، غير السياسية، لم تتوقف يوماً.

وفي لقاءاته مع البرلمانيين والحزبيين والسياسيين العرب، شدد الرئيس الأسد على ”أهمية العمل على الهوية المشتركة بينما العودة إلى الجامعة العربية ليست هدفاً بحد ذاته، وإنما الهدف هو العمل العربي المشترك“ موقف رئاسي سوري واضح، أضاف عليه الرئيس الأسد إنّ ”العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام“، في وقت يشدد ضيوف دمشق على أن سورية بصمودها وانتصارها – على الرغم من كل ما خُطط لها من إرهاب وتدمير – جعلها تمثل بوصلة للعرب.

إذا هي رؤية سوريّة تتمثل في ”ضرورة تمتين العلاقات الثنائية“ولا تتوقف عند البينية العربية، فدمشق ترى أن العلاقات الإقليمية الصحيّة السليمة هي ضرورة لازدهار المنطقة وانتعاش شعوبها، ومن هذا المنطق والمنطلق، وصف الرئيس الأسد لوسائل إعلام روسية خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، الاتفاق الإيراني السعودي، بـ ”مفاجأة رائعة سينعكس إيجاباً على المنطقة بشكل عام، ولا شك سيؤثر على سورية“.

ومع اتساع الحديث ووضوح مؤشرات قرب عودة العلاقات بين دمشق والرياض، اشتد التصعيد الإعلامي المعادي، حيث الخطوة هذه ستكون الضربة الجديدة التي يتلقاها المشروع الصهيوني في المنطقة، بعد تلك التي وصلته باتفاق الرياض طهران.

وفي هذا الإطار نقلت وسائل إعلام عن مصادر سورية بأن الموعد المقرر الذي تُجرى بشأنه الترتيبات، لزيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، سيكون عقب عيد الفطر، دون تحديد التاريخ الدقيق للزيارة، لافتة إلى أن اللقاءات السعودية السورية تجرى منذ قرابة العام.

بينما كان تطوراً آخر ما أعلنته قطر، أمس الأول الجمعة، عبر خارجيتها عن ”دعمها للمبادرة الأردنية المزمع إطلاقها في سورية، والتي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعيتها“، وفي هذا مؤشرات أكبر من الكلمات، لكونه جاء من الأكثر تشدداً تجاه دمشق.

إذاً الأمور تتسارع، وهناك تفاهمات أخوية، تسير على مسارات متوازية ومتقاطعة، كما التفاهمات الإقليمية أيضاً تسير بالاتجاهات الإيجابية ذاتها، في إطار ما يشهده العالم من ولادة نظام عالمي جديد، خيوط سدائه تمتد بين بكين وموسكو، واللُحمة فيه تُنسج بين عواصم المنطقة ليكتمل البروكار السياسي لدمشق وحلفائها وأخواتها، المبنيّ على قناعة تامة بتكامل دور دول المنطقة، وبحق كل دولة في نسج علاقاتها الثنائية، ما سيبدد الحلم الصهيوني الإسرائيلي، المبنيّ على التقسيم ونشر الفوضى والخلاف وتقطيع العلاقات بسكاكين الإرهاب.

هي مرحلة على درجة عالية من الحساسية، وليس مبالغة القول إنها الأخطر، وتستوجب الحذر الشديد مع العمل الحثيث والحوارات المكثفة، فواشنطن ولندن وتل أبيب وأتباعهم، لن يبتعلوا هذه التطورات كأمر واقع، ولا بد أنهم يعملون للمنع، أو على الأقل العرقلة، وبالتأكيد بأكثر عدوانية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *