التأخر في التسعير يهدد عنب العصير
خاص غلوبال – زهير المحمد
لم تتخذ التحضيرات اللازمة لاستقبال العنب العصيري في شركتي التقطير في كل من السويداء وحمص، حيث تبلغ طاقة كل منهما حوالي ثمانية آلاف طن، وذلك لأن تسويقه يبدأ عادة في منتصف الشهر القادم، لكن المسألة قد لا تتعلق بالتحضيرات فقط، وإنما تتعلق بتحديد سعره في الموسم الحالي، ما جعل المزارعين غير قادرين على معرفة كيف يتصرفون.
إن تأخر إصدار التسعيرة يصب بالدرجة الأولى لمصلحة معاصر القطاع الخاص التي بدأت من الآن باستجرار ما يتوفر منه، وخاصة في ريف حمص الشرقي الذي أوشكت بعض أصناف العنب العصيري أن تتحول إلى زبيب نتيجة موجات الحر الشديد، حيث يقول بعض المنتجين إن الانتظار إلى منتصف الشهر القادم قد يحول المحصول إلى حطب وبالتالي فهم يبيعون العنب بأي سعر كان.
في العام الماضي تأخر تحديد السعر واضطر الكثير من المنتجين أن يبيعوا عنبهم إلى القطاع الخاص بأقل من السعر الذي حددته الدولة لاحقاً، وكانت الخسارة مزدوجة للمزارع الذي باع محصوله بسعر أقل ولشركتي القطاع العام “الريان والميماس”في حمص والسويداء اللتين لم تحظيا بالكميات التي تتناسب والخطط الإنتاجية والطاقة التصنيعية لكل منهما.
ولهذا كله يأمل منتجو العنب وربما المعنيون في شركتي الميماس والريان أن يتم تحديد سعر المحصول من الآن قبل أن يتم بيعه للقطاع الخاص وبأبخس الأسعار، أما مسألة البدأ باستلام العنب العصيري فمن الأفضل أن يتم تشكيل لجان من اتحاد الفلاحين، ومن الزراعة ومن شركتي التقطير للاطلاع على وضع المحصول وتقديم أو تأخير استلامه، وبما يتناسب مع درجة نضوجه التي يمكن أن تتغير بين عام وآخر بحسب الظروف المناخية.
فهل يستدرك المعنيون بالتسعير ويحددونه في الأيام القليلة القادمة، أم أن ذلك لايعني أحداً حتى لو لم يصل إلى شركتي القطاع العام مايكفي للعمل بربع الطاقة الإنتاجية، أسئلة نأمل ألا تتأخر الإجابة العملية لها أكثر من ذلك.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة