خبر عاجل
نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

التجار: لن تمنعنا أيّ قوة عن استغلال مصائب الناس!

خاص غلوبال ـ علي عبود

استنفر التجار فور وقوع الزلزال وكانوا بين خيارين لاثالث لهما من خلال طرح السؤال على أنفسهم: هل نستغل الكارثة فوراً أم ننتظر بضعة أيام؟.

ولولا قلة ضئيلة جداً من الحياء لما انتظروا أكثر من ساعات لرفع الأسعار، فشيطان الجشع كان يناديهم بصوت عالٍ، وبالتالي لم يقاوموا ضلالته سوى أيام قليلة، وعلى مضض، قبل أن يفعلوها، وبطريقة أقل مايقال فيها إنها ”معصية“ بحق الناس في ذروة المأساة، بل هي (الفحشاء) بذاتها، وأثبتوا للناس المقولة الشائعة ”فجور التجار“.

لم ننتظر من الغالبية العظمى للتجار، ”ونقول الغالبية كي لا نعمم الفجور والفحشاء على الجميع“،أن يهبّوا لنجدة من يفترض أنهم إخوة لهم في الوطن والإنسانية، فيقدموا لهم العون والغوث والمساعدة ولو باسم ”الزكاة“، بل توقعنا أن يرتدعوا ولو لأسابيع تنتهي معها عمليات إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، وانتشال جثث ضحايا الزلزال، ومعالجة الجرحى والمصابين، وإيواء المشردين.

قبل أن يفعلوها ويرتكبوا ”فحشاء“ رفع الأسعار، فخيبوا كعادتهم توقعاتنا، ولسان حالهم ”الفاجر“ يقول لعشرات آلاف المكتوين بنيران الكارثة: لن تمنعنا أي قوة عن استغلال الزلزال مصائب الناس، ولسعكم بنيراننا الجشعة!.

خلال أيام رفع التجار أسعار السلع والمواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة، وكأنّ الناس يعيشون في بحبوحة وليس في مأساة غير مسبوقة، والغريب أنهم لايخافون لامن ضمير ”لأنه في إجازة دائمة“،ولا من رقابة نائمة في البصل.

ماذا يعني أن يرتفع كيلو البرغل إلى 7 آلاف، والرز إلى 15 ألفاً، والعدس إلى 12 ألفاً، والفاصولياء اليابسة إلى 14 ألفاً، والبازلاء إلى 20 ألفاً، ودبس البندورة إلى 10 آلاف، وكيلو السمنة إلى 20 ألفاً، وكيلو اللبنة إلى 13ألفاً، وعلبة المرتديلا الصغيرة إلى 5 آلاف، والطون 9 آلاف، والبيضة إلى 850 ليرة، وكيلو الطحينة إلى 30ألفاً ،وكيلو اللبن إلى 4500 ليرة، وكيلو القهوة إلى أكثر من 65 ألفاً لأقل نوع، وعلبة المحارم إلى 10 آلاف..إلخ.

ماذا نسمّي كل ذلك سوى ”فجور“ غير مسبوق للتجار، وغياب فج للرقابة بكافة مستوياتها ومتدرجاتها،ولا يختلف واقع أسعار الخضر والفواكه عن مثيلاتها من السلع الغذائية الأساسية، فهي أيضاً ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، لأن شعار التجار ”الفجار“ واحد: لن تمنعنا أي قوة رقابية عن استغلال كارثة الزلزال ومصائب الناس.

أليس ملفتاً، بل ومريباً، أن تؤدي المساعدات الغذائية المستمرة للسوريين إلى إنخفاض سعر الصرف، في حين ارتفعت الأسعار بنسب لاتقل عن 30%، بدلاً من أن تنخفض عما كانت عليه قبل كارثة الزلزال.

والأمر الخطير، تكالب عدد كبير من التجار على إغراء عدد من المنكوبين لشراء بعض مايصلهم من مساعدات غذائية، مستغلين حاجتهم إلى المال لأغراض مختلفة، وهو خطير فعلاً لأنه سيوحي بأن هناك فساداً يتجسد بالمتاجرة بمواد الإغاثة، فترتفع الأصوات المعادية والمغرضة لوقفها، ومثل جميع الحالات المشابهة في دول أخرى، فقد نجد مواد المساعدات لدى البقاليات وباعة الأرصفة، وهذا ليس مبرراً للتشكيك، فهي تبقى ضئيلة مقارنة بالكميات الني تستفيد منها عشرات آلاف الأسر، والتجار سواء أكانوا من الكبار أم الصغار هم من يتحمل وزر بيعها في الأسواق لأنهم بلا ضمير ولا يتمتعون بالحد الأدنى من الإحساس.

الخلاصة: أثبتت الغالبية العظمى من التجار، عكس الصناعيين، أنهم كما ينظر إليهم الناس بلا حس ولا ضمير، فهم لم يخفضوا الأسعار مع انخفاض سعر الصرف، بل استغلوا الزلزال، واعتبروه أزمة يجب استغلالها سريعاً، قبل أن تنجلي غيمتها السوداء، ولسان حالهم يقول للسوريين: لن تمنعنا أي قوة من استغلال مصائب الناس.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *