التسول الإلكتروني يستفحل عبر التواصل الاجتماعي… مستشار قانوني لـ«غلوبال»: تعد إساءة لاستخدام وسائل تقنية المعلومات
خاص السويداء – طلال الكفيري
لعل ظاهرة الحيل والخدع التي مارسها المتسولون لسنين عدة لاستعطاف المجتمع المحلي في السويداء، بهدف استهداف جيوبهم، قد غابت مؤخراً عن الأماكن العامة، ولتظهر بأساليب جديدة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأشار عدد من المهتمين بالشأن الاجتماعي لـ«غلوبال» إلى أن المتسولين إلكترونياً باتوا هذه الأيام يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، من خلال ممارستهم لطرق جديدة في التسول الإلكتروني تتركز أغلبها بالعزف على الجوانب الإنسانية، كطلب مساعدات مالية كبيرة من المغتربين تصل أحياناً لأكثر من 15مليون ليرة، بذريعة إجراء عمل جراحي لهم أو لأحد أبنائهم.
بينما يظهر لنا آخرون على منصات التواصل الاجتماعي بصورة يرثى لها من خلال أب عاجز يقطن في بيت قديم خلفه أطفال صغار، أو إمرأة ليس لديها معيل، كل ذلك أساليب للضغط عاطفياً على متابعي منصات التواصل الاجتماعي، للمبادرة والتواصل معهم بغية إرسال مبلغ مالي لهم، فحكايا البؤس هذه يصنعها هؤلاء كي تلامس القلوب وتمس الجيوب معاً.
وفي هذا السياق، أوضح المحامي والمستشار القانوني أسامة الهجري لـ«غلوبال»أن ظاهرة التسول الإلكتروني باتت تشهد هذه الأيام ازدياداً ملحوظاً، مبيناً أنه لا يوجد نص قانوني صريح خاص بالتسول الإلكتروني، إلا أن المادة 19 من قانون الجريمة الإلكترونية رقم 20 تتضمن معاقبة كل من أساء استخدام وسائل تقنية المعلومات في الإضرار بالغير.
مضيفاً: يعاقب بالسجن المؤقت من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات، وغرامة من ثلاثة ملايين ليرة إلى خمسة ملايين ليرة، كل من استخدم وسائل تقانة المعلومات للاستيلاء احتيالاً على معلومات أو برمجيات أو مال منقول أو عقار أو سند يتضمن تعهداً أو إبراءً أو أي امتياز مالي آخر مملوكاً أو عائداً للغير عن طريق الشبكة والتسول الإلكتروني يندرج تحت بند النصب والاحتيال، لذلك ممتهنيه يعاقبون وفق قانون الجرائم الإلكترونية في سورية.
ولفت الهجري إلى أن القانون جرّم أيضاً كل من وجد متسولاً في الأماكن العامة أو الخاصة.
وفي ذات السياق أشارت المرشدة الاجتماعية عهد العماطوري لـ«غلوبال» إلى أن المتسولين عبر منصات التواصل الاجتماعي، اتخذوا من الظروف المعيشية الصعبة، العاصفة بالمجتمع ذريعة لاستهداف أموال المتعاطفين مع واقعهم خاصة المغتربين.
مبينة أن الدوافع الكامنة وراء تسولهم هي اتكالية العيش على تعب الآخرين، وكسب المال بطرق الخدع والاحتيال على المجتمع، والتنشئة الخاطئة لهؤلاء، لذلك من المفترض بالمتلقي عدم التعامل مع مظاهر الاستعطاف قبل التأكد من مصداقيتها، كون المحتاج الحقيقي يتمتع بنفسٍ عزيزة، ويأبى الخوض في بحر التسول.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة