خبر عاجل
المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن” انضمام نجوم جدد إلى مسلسل “السبع ابن الجبل” السوري عمر خربين يسجّل ثلاثية في الدوري الإماراتي تأهيل 7 مدارس وقريباً تأهيل 9 أخرى… مدير تربية حماة لـ«غلوبال»: تأمين شواغر الاختصاصيين بإعادة الإداريين للصفوف وبالوكلاء البلديات قلقة من الهزّات! الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22.9.2024
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | محلي | نيوز

التسول الالكتروني بين الحاجة والنصب والتسلية

خاص غلوبال – شادية اسبر


دخلت الحداثة إلى كل تفاصيل حياتنا، وباتت التكنولوجيا محرك أعمال ومهن الجميع.
يتدخل صديقنا “مارك” مخترع العالم الأزرق المسمى “فيسبوك”، في أدق أشيائنا، يسألنا كل لحظة بما نفكر، وفي كل مرة أفكر؛ كيف يفكر هذا الغازي لخصوصياتنا؟!

أن نجد في هذا العالم الافتراضي الموازي لعالمنا الواقعي، وربما السابق له أحياناً، منشوراً يروج لبضاعة أو فكرة، لعمل أو مهنة، لصنعة أو بدعة، فهذا طبيعي، لكن المستغرب أن يدخل سوق هذا العالم متسولين على أرصفة الصفحات العامة والخاصة، تجد منشوراً على صفحة يتابعها الآلاف منسوب لسيدة تقول إنها تربي أطفالاً خمسة، ولا معيل لهم ولها، تماماً كأنك تمشي في سوق الصالحية، وعلى يسارك منتصف المسافة، تجلس تلك المرأة بجانب حائط جامع السوق، وبدل أن تمد يدها، أو تضع صحنها بجانبها، تكتب هنا رقم هاتفٍ جوال! 


بات ملاحظاً اتساع هذه الظاهرة الفيسبوكية مؤخراً، تماماً كما حال الواقع، مع اشتداد الضغط الاقتصادي على الأسر السورية، وتراجع الخدمات، وترك الآلاف منازلهم هرباً من الإرهاب، وانتقالهم إلى مناطق آمنة، ما تسبب بضغط اقتصادي مضاعف، وباكتظاظ سكاني في مناطق أكثر من أخرى، كما تراجع مستوى المعيشة والخدمات بشكل كبير، الأمر الذي شكل بيئة خصبة لتفشي ظاهرة التسول، وخاصة بين شريحة الأطفال تليها السيدات، لكن ماذا في طيات النسخة الالكترونية منها؟ وما حقيقة أن تكون الحاجة هي سبب أوحد؟


واقعياً غالبيتنا يشك بأمر المتسولين في الطرقات، وعلى الإشارات، وأبواب مواقف السيارات الخاصة، والكراجات العامة، معظمنا يتجاهل إلحاحهم بالطلب، مع وجود صورة ذهنية مسبقة بأنهم ليسوا في حاجة، بل امتهنوا ذلك، واليوم أضيف إلى تجاهلنا لهم سبب آخر، وهو أننا لم نعد في بحبوحة اقتصادية أو ترف الكرم الذي بات غريباً عن أيادينا مع فراغ جيوبنا الدائم، فكيف لنا أن نصدّق هذا “التسول الأزرق”؟!


تقول منى (25 عاماً)، إنها جربت الاتصال بالرقم الموجود على المنشور، والغريب أنه دائماً مشغول، حاله حال الأرقام التي تزيّل “بوستات” إعلانات السيارات والمنازل، التي تغرينا صورها وأسعارها “اللقطة”.


لإعلانات الوظائف التي تطلب مواصفات غريبة بعيداً عن أي منطق مقنع بأنها مواصفات لموظفة، قصة أخرى، تلك الإعلانات تقدم رواتب عالية مغرية، لمواصفات أنثوية مغرية أيضاً، تؤكد رشا (19 عاماً) أنها وقعت في مصيدة تلك الإعلانات، ونجت منها بأعجوبة بعد أن كادت تنزلق إلى هاوية لا تعرف منتهاها، عندما ذهبت للمقابلة الشخصية من أجل الفوز بالوظيفة، فكانت الصدمة.


لا يقتصر أمر التسول في العالم الافتراضي، على طلب المساعدة المالية، فهناك من يتسول المشاعر بمنشورات تحكي قصة، أو كارثة، أو مرضاً، يستثير عواطف المتابعين ليتسلى، أو يرضي غروره الذاتي بكلمات المجاملة والتعاطف؛ التي تناهل بالمجان، حتى أن كاتبها لا يعني ما يكتب بدقة، حيث باتت الجمل متكررة ومتشابهة كنوع من الواجب الافتراضي.  
الأخطر في محطة أخرى تتجاوز التسول إلى سرقة المعلومات، وتجميع بياناتنا، ففي إحدى الزوايا الفيسبوكية، يطالعك منشور يقول مثلا: “أحلى ابن اخت عندك؟ ” لتنهال مئات التعليقات بأسماء أبناء الاخوات لكل معلّق، وقس على ذلك.. لعمتك، لأمك، خالك، وجدتك، …. وهكذا حتى بات “مارك” يعلم شجرة العائلة الكريمة أكثر من أبنائها، يقيس مزاجهم، ويعلم ما يحبون ويكرهون من طعام وكتب وألوان، متى ينامون ويستيقظون، أين كانوا وإلى أين ذاهبون، فيقترح عليهم ما يفكرون، ويتصرفون.


في واقعنا اللافتراضي، هناك قانون يخص مكافحة التسول، والسرقة، وعليه تتم ملاحقة المتسولين، والسارقين، لكن الافتراضي يسمح لهؤلاء بالتجول حيث يريدون، فمن يحمينا، نحن المارون في طرقات الفيسبوك، من هذا التلاعب بالمشاعر؟ ومن يحدد أي نوع هو هذا التسول الالكتروني، أهو حاجة أم احتيال، فخ أم تسلية؟

 

طريقك الصحيح نحو الحقيقة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *