التكاليف المرتفعة تدفع الشباب للعزوف عن الزواج…مرشدة اجتماعية لـ«غلوبال»: الحل بإنشاء صندوق لمساعدة الشباب
خاص السويداء – طلال الكفيري
لم يعد الزواج أو كما يحب أن يسميه البعض” القفص الذهبي” حلم الشباب المنشود هذه الأيام، كون طريقه باتت غير سالكة أمامهم لتكاليفه المالية المرتفعة، والتي يعجز الكثيرون منهم عن مجاراتها.
مئات الشباب في السويداء وحسبما أشار عدد منهم لمراسل «غلوبال» أبعدوا عن أذهانهم فكرة الزواج، كون الإقدام على مثل هذه الخطوة، ما هو إلا مغامرة مالية لا مقدرة لهم على خوضها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، ولاسيما أن إتمام مراسم الزواج بدءاً من الخطبة وانتهاء بعقد القران تحتاج لنحو 100 مليون ليرة كحد وسطي، من جراء التحليق الفلكي لكل مستلزمات الزواج فعلى سبيل المثال تكلفة حفلة العرس” تصوير – صالة – ضياقة” تبلغ نحو 20 مليون ليرة، ناهيك عن تكاليف شراء المصاغ الذهبي المحلقة أسعاره، خاصة بعد أن وصل الغرام الواحد منه إلى نحو 800 ألف ليرة، وبجردة حساب بسيطة نرى أن شراء ذهب الخطبة من “خاتم – عقد وأسوارة من النوع الخفيف ” تبلغ نحو 30 مليون ليرة، فضلاً عن تكاليف الجهاز كفستان العرس وغيره.
وفي هذا السياق أشارت الاختصاصية بالإرشاد الاجتماعي عهد العماطوري في تصريح خاص لـ«غلوبال» إلى أن أكثر من 70بالمئة من الشباب باتت لغتهم المعمول بها العزوف عن الزواج، وهذا العزوف غير المسبوق لم يأت من فراغ على الإطلاق، وإنما لأسباب عدة في مقدمتها التكاليف المرتفعة التي تنتظر من هم في سن الزواج، والتي من الصعب عليهم تأمينها، في ظل محدودية دخلهم الشهري، المترافقة بمتطلبات أهل العروس الكبيرة، كشروط للزواج من ابنتهم ما شكل عائقاً أمام هؤلاء الشباب، والأهم من ذلك 80 بالمئة من شباب اليوم لا يملكون سكناً خاصاً بهم، مايضطرهم وأمام رفض زوجة المستقبل السكن مع أهل العريس لطرق باب الإيجارات وهنا يكمن بيت القصيد، ولاسيما أن أجور الشقق السكنية باتت حسبتها تقاس وفق سعر الصرف ليصل أجرة الشقة الواحدة شهرياً إلى 700 ألف ليرة، ولفتت العماطوري أن عزوف الشباب عن الزواج له انعكاساته السلبية على المجتمع أولها هجرة الشباب خارجاً بحثاً عن العمل ليتسنى له في نهاية المطاف الزواج وشراء شقة سكنية تأويه مع أسرته، وارتفاع نسبة العنوسة بين الإناث بشكل كبير.
وتمنت العماطوري وبهدف مساعدة الراغبين في الزواج إنشاء صندوق بتبناه المجتمع المحلي يدعمهم مادياً، ولاسيما في ظل تقلبات الأوضاع الاقتصادية، وغلاء المعيشة، الأمر الذي يؤدي إلى إلغاء فكرة الزواج عند أغلب الشباب، مايدخلهم بضغوطات نفسية ومادية ترهق كاهلهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة