التنقل بين المحافظات وآمال لم تتحقق بعد
خاص غلوبال – زهير المحمد
مايميز عطلة عيد رمضان هذا العام أن رئاسة مجلس الوزراء قد حددتها قبل فترة كافية ولمدة طويلة نسبياً، فيما كانت العطلة في السابق تخضع لثبوت رؤية هلال شوال ولايتم تحديدها بالتقويم الميلادي، وكانت الصيغة تتضمن أن العطلة تبدأ في الأول من شوال وحتى الثالث أو الرابع منه، وبالتالي كان الكثيرون يضطرون للسفر إلى محافظاتهم في اليوم الأول للعيد أو قبل العيد بيوم واحد إذا امتد شهر الصيام لثلاثين يوماً.
وهذا ما كان يجعل الحركة في دمشق تصل إلى مرحلة الاختناق، وفي مراكز الانطلاق كنت ترى الآلاف من المسافرين يتسابقون للقفز من نوافذ الحافلات ليعثروا على مقعد فارغ.
تصوروا مثلاً أن 45 ألف مسافر غادروا دمشق بمناسبة العيد إلى محافظاتهم وفق تصريح لمدير هندسة المرور بدمشق أن يكون كامل هذا العدد قد هجم في يوم واحد إلى كراجات البولمان أو الهوب هوب، بالتأكيد كان سيشكل معضلة كبيرة للمسافرين وللسائقين والجهات المنظمة ويسبب ضغطاً كبيراً على الطرقات مع مايرافقها من خطورة.
المهم أن العطلة بدأت قبل خمسة أيام من العيد ومنحت فرصة مناسبة للأسر في اختيار الموعد الذي يناسبهم، ولابد أن نشير إلى أن ارتفاع سعر المحروقات وخاصة البنزين قد جعل معظم من يمتلكون سيارات خاصة من أصحاب الدخل المحدود يفضلون السفر بوسائط النقل العامة لتوفير ثمن الوقود، والهروب من احتمال الأعطال المفاجئة في سياراتهم وتكاليفها العالية.
لقد كنا نعول كثيراً على النقل السككي وتطوير القطارات الخاصة بنقل الركاب قبل الأزمة، لأن الاهتمام بها وتطويرها وزيادة سرعاتها هو الكفيل بالتخفيف من الحالة الاستثنائية التي يعيشها قطاع النقل البري في الأعياد والمناسبات والعطل الرسمية، لكن الأضرار التي تعرض لها هذا المرفق الحيوي خلال سنوات الأزمة والتخريب المتعمد للبنية التحتية من قبل الارهابيين، جعلنا نجدد الأمل في أن يحظى النقل السككي بالمزيد من الاهتمام ووضع خطط طموحة وتطويره لأنه أكثر قدرة على امتصاص الضغط على وسائط النقل بين المحافظات في مثل هذه المناسبات، وكل عام وأنتم بخير.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة