الجفاف والحرائق يهددان بالعطش وتدمير البيئة… مديرة مياه حماة لـ«غلوبال»: لا حل للمياه إلا بوعي المستهلكين
خاص حماة – محمد فرحة
يوم إثر يوم تتوضح صورة أزمة مياه الشرب أكثر وأكثر، وكذلك الحال بالنسبة لسقاية المزروعات، والقصة ليست وليدة اليوم بل بدأت ملامحها منذ سنوات ولم تأخذها الحكومة على محمل الجد حتى فيما يتعلق بمشروع الري الحديث، ولا بدراسة واقع الأحواض المائية وبيان الكميات المسحوبة منها سنوياً وهذه مهمة وزارة الموارد المائية، ولا باتخاذ تدابير قاسية تدفع المبذرين والعابثين بنعمة الحياة المياه إلى ترشيدها من أجل حياة مستدامة كريمة.
فكل يوم نسمع عن جفاف بئر لمياه الشرب هنا أو هناك أو انخفاض مناسيب الأنهار والينابيع، كما هو قبل أيام الذي يشهد انخفاض أغزر نبع في مجال محافظة حماة ألا وهو نبع أبو قبيس، الذي يشبه النهر وعلى طول ضفتيه المتنزهات والمقاصف.
وكما في مجال الجفاف أيضاً فقد ألحقت الحرائق بغاباتنا كوارث بيئية نحتاج لعشر سنوات كي تعيد تجديد نفسها، الأمر الذي أساء للبيئة بكل مكوناتها وخلق حالة من التصحر، وقد تعدت المساحات التي طالتها الحرائق آلاف الهكتارات.
وبالعودة إلى قضية الجفاف والعطش، وأم وأب المشاكل المستقبلية، فقد حذر تقرير دولي عشرات الدول بأنها مهددة بالشح المائي من بينها سورية ولبنان والأردن والعراق ومصر، بسبب المتغيرات المناخية والإجهاد المائي الكبير أضعاف أضعاف المياه المتجددة، الأمر الذي سيؤدي إلى مخاطر محدقة بعمل الناس ومحاصيلهم الزراعية وتربية المواشي في ظل غياب إدارة فعالة للمياه.
عن ذلك أوضحت الخبيرة المائية المهندسة سوسن عرابي مديرة مؤسسة مياه حماة لـ«غلوبال» بأن البلدان الذي تواجه إجهاداً مائياً شديداً يعني استخدام مالايقل عن سبعين أو أكثر من إمداداتها المائية ستعاني من أزمة مياه مستقبلاً.
وتطرقت المهندسة عرابي التي عايشت لعدة سنوات أزمة مياه الشرب في ريف حماة يوم كانت مسؤولة عن الوحدات المائية الريفية، حين أشارت إلى ضرورة التوازن مابين الاستهلاك وبين المياه المتجددة، في ظل سنوات القليلة الأمطار.
وتختم مديرة مؤسسة مياه حماة حديثها قائلة: إن نسبة انخفاض نبع أبو قبيس وصلت إلى خمسين بالمئة، وهذا أمر يجب الوقوف عنده وأخذه بعين الاعتبار لجهة ترشيد المياه وحسن استخدامها بكل وعي واهتمام، ولاسيما أن شهري تموز وآب من أشد أشهر السنة على الآبار.
بالمختصر المفيد: إن وجود المياه المستدامة هي مفتاح حضارة العالم واستقراره منذ أن عرف العالم، إذ لولا النيل والفرات ودجلة والعاصي والسند وغيرها من الأنهار لما قامت حضارات مستقرة، ومن هنا نرى ضرورة تأكيد الحكومة على تنفيذ مشروع الري الحديث دون تأخير، فإذا كانت قد خصصت له قبل سنوات سبعة مليارات فاليوم الضعف وغداً أضعاف، فإنتاج طن واحد من القمح يحتاج إلى 1800 متر مكعب من المياه العذبة، وترشيد المياه يعني النعيم والأمن الغذائي وحماية الغابات من الحرائق مسؤولية المجتمع كافة والقصة تطول.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة