الجموع الأمريكية تستجدي الأموات

خاص غلوبال – محي الدين المحمد
الجامعات الأمريكية تعيش حالة من الغليان على وقع احتجاجات طلابها المستنكرين من موقف إدارة بايدن من الحرب في غزة، وعلى الرغم من استخدام القوة واعتقال أكثر من خمسمئة طالب، إلا أن الاحتجاجات تنتقل من جامعة إلى أخرى داخل أمريكا وخارجها، وصولاً إلى فرنسا وألمانيا وغيرها من دول أوروبا وإفريقيا.
ولأن تلك الاحتجاجات لم تحرّك ضمير الرئيس الأمريكي الذي لم يمت سريرياً، فكان لا بد من التوجه إلى الأموات واستجداء تماثيلهم، حيث قام الطلاب المحتجون بالذهاب إلى تمثال جورج واشنطن، أول رئيس أمريكي، وألبسوه الكوفية والعلم الفلسطيني، احتجاجاً على دعم بايدن المستمر لـ«إسرائيل» بكل الذخائر والصواريخ ووسائل الإجرام التي حولت غزة ركاماً يحتاج لإفراغه من القنابل التي لم تنفجر 14 عاماً على أقل تقدير، فيما يتنقل أكثر من مليون ونصف غزاوي نجوا من القصف، من مكان إلى آخر هرباً من الموت الذي يلاحقهم.
كل ذلك يجري وسط نفاقٍ سياسي تستمر بتسويقه واشنطن في عواصم المنطقة منذ السابع من أكتوبر دون الوفاء بوعودها المتعلقة بحماية المدنيين، حيث يتظاهر وزير خارجية بايدن أنه يحملها في جولته السابعة إلى المنطقة ليحل ضيفاً على موائد الدماء والأجساد في تل أبيب الثلاثاء القادم، فيما تلوّح إدارته بأن وقف إطلاق النار في غزة – لو تم – فسيحظى الكيان بجوائز ترضية من مساعدات، ودفع لقطار التطبيع في المنطقة نحو الأمام، إذا لم تنفذ حكومة نتنياهو تهديدها باجتياح رفح.
لقد مل العالم، بما فيه الشعب الأمريكي من الإجرام الإسرائيلي ونفاق إدارة بلاده، ولم تكن استقالة الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هالة غريط مؤخراً، وقيام البعض بإضرام النار في أجسادهم أمام البيت الأبيض، أو خروجهم بمظاهرات لبسوا خلالها الأكفان، إلا استمراراً للاحتجاجات الشعبية الأمريكية والغربية والعالمية على سياسة واشنطن الأكثر إجراماً في التاريخ الحديث.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة