خبر عاجل
شعارات لم تعد مبررة! إقبال على زراعة السمسم… مدير الزراعة بالقنيطرة لـ«غلوبال»: ذات مردود اقتصادي على الفلاح  الرقابة غائبة عن سرافيس الزبداني وبلودان… نائب محافظ ريف دمشق لـ«غلوبال»: شكاوى المواطنين رادع مهم للسائقين المخالفين كندا علوش : “تجربة المرض غيّرت كل منظوري للحياة” على حساب الشعلة.. فريق الوحدة يصل نهائي درع الاتحاد لكرة القدم أعمالهم بسيطة وأعدادهم قليلة… رئيس جمعية النسيج بحماة لـ«غلوبال»: الضرائب تهدد بإغلاق مصالحنا والمنافسة حادة في الأسواق التصديرية تقارب الأسعار بين الأسواق والسورية للتجارة… مدير السورية بحلب لـ«غلوبال»: نعمل على تحسين جودة المنتجات بالسعر المنافس “وشم الرّيح” لمحمود نصر في المهرجان الوطني للفيلم المغربي موافقة أمنية على إقامة مباريات الفتوة في دير الزور استمرار إيقاف تصريف 100 دولار أمريكي عند الدخول من لبنان لمدة 10 أيام… خبير اقتصادي لـ «غلوبال»: أقترح تقديم سعر خاص للقادمين يسهم بجمع ملايين الدولارات للخزينة العامة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

“الجهاد” المقاوم و”الجهاد” التكفيري…غزة هي الحكم… من أوجع “إسرائيل”؟ ومن عالجت جراحه؟

خاص غلوبال – شادية إسبر

الجزء الثاني… المقاومة
بعد خمسين عاماً على حرب تشرين التحريرية (6 تشرين أول 1973)، التي كانت مفصلاً تاريخياً في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وفي اليوم التالي للذكرى الخمسين (7 تشرين أول 2023) أطلقت حركة المقاومة الفلسطينية – حماس، عمليتها البطولية “طوفان الأقصى” من قطاع غزة، ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، لتقول مرة أخرى أن المهادنة مع كيان الاحتلال لن تعيد أي حق فلسطيني، وأن المقاومة هي الطريق الوحيد لاسترجاع الحقوق مهما غلت الأثمان.

هنا لا بد من قراءة أحداث مفصلية مرت خلال السنوات الخمسين الأخيرة، فمنذ سبعينيات القرن الماضي، غيرت الصهيونية طريقة تعاطيها، ذهبت بطرق تهدف لدمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة وتعويم هذا الكيان الإرهابي على أنه ساع لسلام، وكان البيت الأمريكي “الأبيض” عرّاب اتفاقيات (كامب ديفيد 17 أيلول 1978)، (أوسلو 13 أيلول 1993)، (وادي عربة 26 تشرين الأول 1994)، بينما كان لسورية نظرة أبعد واستراتيجية أوسع، هذه الاستراتيجية رأت فيها واشنطن خطراً على كيانها في فلسطين، فقامت (بداية ثمانينيات القرن الماضي) بتحريك وتحريض ودعم وتمويل وتسليح عصابات “الإخوان المسلمين” الذين يحملون الفكر القاعدي ذاته، وفي الثمانينيات تعاملت الدولة السورية مع ملفات شائكة متشابكة، الحرب الأهلية في لبنان (استمرت من عام 1975إلى عام 1990)، خاضت سورية مجابهات عسكرية عنيفة مع “الإخوان” على أراضيها، ومع “إسرائيل” في لبنان، وكانت تتعرض لحصار قاس وضغوط شديدة، ورغم ذلك نجحت في مواصلة بنائها الداخلي، عسكرياً واقتصادياً وفكرياً، كما نجحت في دعم نشوء مقاومة في لبنان تبلورت لاحقاً بداية التسعينيات باسم (المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله)، إضافة لدعمها المقاومة الفلسطينية، والانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة التي بدأت 8 كانون الأول 1987).

كما لا بد تاريخياً من استعراض محطات هامة في الصراع مع العدو الإسرائيلي أنجزتها المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، (انتصار أيار 2000- عيد المقاومة والتحرير)، و(انتصار تموز 2006)، ما أرسى مفاعيل حركات المقاومة في صناعة معادلات سياسية وميدانية، و”أسس لمرحلة جديدة كلياً في تاريخ الصراع مع العدو، والتي ستكون مفاعيلها حاضرةً مع مستقبل وجود المقاومة في المنطقة بأكملها”، وأكملِها هنا هم حزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين والعراق واليمن مع محور من دول دعمٍ..، إنه “محور المقاومة” الذي أعلن وسار باتجاه بوصلته القدس.

مرت سنوات ومحاولة تغييب القضية الفلسطينية، بل وتصفيتها، يُعمل عليه صهيونياً بقوة على مختلف الصعد، وفق مخطط إعادة بناء الشرق الأوسط عبر مدخل “الإرهاب”، وخلط الأوراق وتدوير الأدوات، واللعب على الأوتار الطائفية وإحياء النزعات الانفصالية، وتشتيت وتدمير مكامن القوة في المنطقة، وربما ظنوا أنهم نجحوا، فما الذي جرى؟.

في تشرينٍ جديد العام 2023 جاءت غزة لتقول كلمتها، فلسطين القضية، والقدس بوصلة العرب والمسلمين، والوجهة الصحيحة للصراع مع أعداء الأمة (عربية وإسلامية) هنا في فلسطين، فيها الجهاد المقدس، وفيها الدفاع المقدس، فمن الذي قدّم دماءه فعلاً في الطريق إلى القدس؟ ولبى استغاثات الأخوة في غزة؟.

لم تكن “حماس” بمفردها في عملية “طوفان الأقصى”، الفصائل الفلسطينية الأخرى وفي مقدمتها “الجهاد الإسلامي” خاضت المعركة، انضمت إليها باقي الفصائل أيضاً في الضفة الغربية، ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (7 تشرين الأول 2023) أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان بوضوح وقوفها مع المقاومة الفلسطينية، وفي اليوم الثاني دخلت المعركة ميدانياً نصرة لفلسطين، لم تتوقف صواريخها يوماً عن دك مواقع الاحتلال وتجمعات قواته، في الأراضي اللبنانية المحتلة وفي شمال فلسطين المحتلة، أكثر من 1000 صاروخ وفق اعتراف الاحتلال أطلقتها المقاومة اللبنانية، إضافة لعشرات الطائرات المسيّرة الانتحارية، أصابت مئات الجنود الإسرائيليين ودمرت عشرات المواقع والآليات المعادية، وأجبرت الاحتلال على إخلاء مستوطناته، ووضع ثلث قدراته العسكرية (عدة وعديداً) على الجبهة الشمالية، حيث قدمت المقاومة اللبنانية عشرات الشهداء على طريق القدس.

المقاومة العراقية بمختلف فصائلها دخلت المعركة أيضاً، وفي الطوفان إلى الأقصى لابد من المرور على الأمريكي الداعم الأول والأكبر لكيان الاحتلال الإسرائيلي، فكانت قواعده الهدف العسكري للمجاهدين العراقيين، ولم يمر يوم إلا وتم فيه استهداف القواعد الأمريكية الاحتلالية في العراق وسورية بالصواريخ والطائرات المسيرة التي حققت أهدافها مباشرة، وسط تكتم أمريكي عن حجم الخسائر، والتي فيما يبدو أنها كبيرة وموجعة، وفق ما أظهره تصاعد تهديداته.

ضربة آلمت العدو الإسرائيلي بشدة، جاءته من جنوب بلاد الشام، ومن اليمن أعلنت حركة أنصار الله “تنفيذ عملية عسكرية في البحر الأحمرِ كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحلِ اليمني”، سبقتها عشرات الاستهدافات بالمسيّرات والصواريخ.

هكذا كان “الجهاد المقاوم” دعماً للقضية الفلسطينية، وربما تصريح قادة مقاومة فلسطين خلال فترة العدوان ومع بدء التهدئة المؤقتة (الجمعة 24 تشرين ثاني 2023) اختصر المشهد ولخص الواقع، والعبارة المشتركة لهم بعد شكرهم حركات وفصائل وأحزاب ودول محور المقاومة أن “هذه المقاومة في كل الميادين تؤكد على وحدة الساحات ضد العدو الاسرائيلي الذي يحاول أن يستفرد بالقضية الفلسطينية وبالمقاومة الفلسطينية”، وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي مصعب البريم ( الثلاثاء 21 تشرين ثاني 2023) “كل التحية لمكونات قوى المقاومة في الأمة ولمحور المقاومة المشرف الذي نفتخر بالانتماء إليه والذي أكد على موقفه بالبارود وبالنار وبالشهادة”..
يتبع …….

في الجزء الثالث… الرأي العالم وتصحيح المفاهيم

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *