الحراثة على ”الفدان“ تعود للريف… رئيس دائرة الاقتصاد الزراعي في السويداء لـ«غلوبال»: السبب ارتفاع تكاليف الآلات الزراعية
خاص السويداء – طلال الكفيري
لم يكن أمام مزارعي ريف السويداء، وفي ظل الأعباء المالية المترتبة عليهم إزاء أعمال الزراعة والفلاحة على الآلات الزراعية “جرار، عزاقة” سوى العودة إلى المحراث اليدوي القديم.
وأشار عدد من فلاحي ريف السويداء الشرقي لمراسل «غلوبال» إلى أن أعمال الفلاحة على ”الفدان“ باتت تشهد انتشاراً ملحوظاً هذه الأيام، وقد ساهم في عودتها ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة للآلات الزراعية، وعدم توافر مادة المازوت اللازمة لها في كثير من الأيام، فكانت النتيجة تقاضي أصحاب هذه الآليات أجور مرتفعة، بسبب شرائهم المازوت من السوق السوداء بسعر 15 ألف ليرة لليتر الواحد، حيث وصلت ساعة الفلاحة على الجرار الزراعي إلى 175 ألف ليرة، بينما ساعة الفلاحة على العزاقة بلغت 75 ألف ليرة.
لتبقى أجور الفلاحة على ”الفدان“ أخف وطأة بقليل على جيوب الفلاحين، وهي تختلف من منطقة إلى أخرى، فالبعض يتقاضى يومياً 175 ألف ليرة، والبعض الآخر يتقاضى 200 ألف ليرة، والحّراث ليس بمقدوره إنجاز فلاحة أكثر من دونمين يومياً، كونها تحتاج جهداً ووقتاً كبيرين، وأصبحت وفي ظل الوضع المعيشي الصعب مصدر رزق يعتاش منه المزارع هو وأسرته.
وبحسب المزارعين فإن أغلب أعمال الفلاحة بالمحراث تتم بواسطة الخيل، ويتراوح سعر الخيل بين 5 ملايين وحتى 8 ملايين ليرة، فأسعارها تحدد وفق أنواع الخيل المعدة للفلاحة طبعاً وأعمارها وقوتها البدنية.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس دائرة الاقتصاد الزراعي بمديرية زراعة السويداء المهندس صقر العيسمي لـ«غلوبال» أن ارتفاع تكاليف الزراعة والفلاحة على الآلات الزراعية، أدى إلى توجه عدد من المزارعين للعودة للمحراث القديم، التي من غير الممكن استخدامها لكل الأراضي فهناك مساحات واسعة، ومن الضروري أن تتم حراثتها على الجرار الزراعي، توفيراً للوقت والجهد، خصوصاً بعض الأراضي تحتاج للفلاحة مرتين، فالفدان يصلح للأراضي ذات الحيازات الصغيرة التي لا تتجاوز مساحاتها دونمين، والأراضي الوعرة التي من غير الممكن دخول الآلات الزراعية اليها.
ولفت إلى أن الفلاحة على الفدان تتميز عن الفلاحة بالجرار الزراعي، بأنها لا تلحق أضراراً بالأشجار المثمرة، التي تتعرض جذورها وأغصانها للأذى في حال تمت حراثتها على الجرار الزراعي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة