الحل في العودة للزراعة
غلوبال اقتصاد
خاص غلوبال – مادلين جليس
قبل سنوات وأثناء سؤالي أحد الأكاديميين المعروف برأيه السديد وخبرته الأكاديمية الواسعة، عن حلول تستطيع إنقاذ الاقتصاد السوري من مشكلاته الكثيرة، أجاب أن أحد الحلول وأهمها، هي العودة للزراعة.
واقترح الاقتصادي حينها أن تقوم الحكومة باستصلاح الأراضي الممتدة بين طريق دمشق حمص مثلاً، وغيرها من الطرق الدولية بين المحافظات وتسلمها لمزارعين ليقوموا بزراعتها، على أن تحدد لهم وحسب طبيعة الأراضي احتياجاتنا من المنتجات الزراعية، وكل مايتطلبه السوق المحلي أولاً وقبل كل شيء.
وأن تقوم الحكومة في الوقت ذاته بعمل التاجر، بحيث تستلم إنتاج هذه الأراضي وتقوم ببيعه عبر صالات السورية للتجارة أو عبر أسواق تقيمها بأسعار مناسبة، للمزارع وللمستهلك في آنٍ معاً.
حينها رفضت الصحيفة التي كنت أعمل بها نشر المادة التي تتضمن هذا المقترح، واعتبرت أن رأي الخبير “طوباوي”، وأن مقترحاته تنفع للتطبيق في المدينة الفاضلة فقط.
اليوم وفي ظل ارتفاع الأسعار الجنوني، في ظل انخفاض قدرة المواطن الشرائية حد العدم، وفي ظل زيادة معدلات الفقر وارتفاع معدلات البطالة، وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، أرى أن مقترحات ذلك الخبير لم تكن إلا استشرافاً للحال التي سنؤول إليها إن مضينا في طريقنا الذي يخالف طبيعتنا.
طبيعتنا كأرض زراعية، تنتج أجود وأفضل المنتجات الزراعية، كبلاد اعتادت على الاكتفاء الذاتي، كمزارعين أباً عن جد، كسوريين نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، ونفخر بمنتجاتنا وصناعاتنا.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة