الحوكمة ومسائل الشفافية والكفاءة 

خاص غلوبال – هني الحمدان

أجمل ما في الحوكمة والعمل المؤسسي، هو القدرة على التعامل السريع والفعال  مع الأزمات والطوارىء، حتى لو كانت في حدودها الدنيا.

فالحوكمة الإلكترونية والتي تنبهت إليها الحكومة ولو متأخرة هي أحد الأساليب الحديثة التي تم البدء بتطبيقاتها مؤخراً  لتتماشى مع التحول الرقمي الذي شهده العالم في العقد الماضي، والحوكمة الإلكترونية مفهوم شامل يغطي جوانب متعددة من الحكم والإدارة والمساءلة عن طريق استخدام التقنيات الحديثة وتطبيقات الويب، وغيرها من الطرائق التي تسهل وتسرع إنجاز المهام والاحتياجات، ترتكز على المبادئ الأساسية والتي من بينها الشفافية والمساءلة والكفاءة والاستدامة، وتهدف هذه المبادئ إلى تحسين الأداء والقيادة في المؤسسات والحكومات والمنظمات المختلفة عن طريق توفير بيئة تشجع على العمل الجاد والشفافية والمساءلة، و تستخدم الحوكمة الإلكترونية التكنولوجيا لتحسين وتسهيل عمليات الحكم والإدارة وتحقيق الشفافية والمساءلة، فهي تشمل استخدام التطبيقات والأنظمة المختلفة لجمع ومعالجة البيانات وتوفير النتائج بشكل سريع ودقيق.

وهنا نتساءل: هل جهزت الوزارات والإدارات كل المقومات ياترى..؟ من تهيئة الكادر والتجهيزات ومنظومات الطاقة والنت وغيرها بالصورة الكاملة، أم إنه مجرد طرح خيارات ونوايا للعمل بمقتضاها وينقص الأخذ بمفرداتها مقومات عمل متشابكة، فإذا كنا ننشد التغيير والتحول الرقمي في الأعمال، وهذا لا شك تحول نوعي ومهم، يجب أولاً تجهيز كامل لمنظومات الانطلاقة نحو هذا التحول العصري.

فأولاً يجب فهم مفهوم الحوكمة الإلكترونية وتطبيقاتها وتحدياتها المختلفة، وهذا بحد ذاته يعد أمراً حيوياً لنجاح المؤسسات والحكومات وأنشطتها، وتعجل من استقطاب التحركات الاستثمارية تجاه مجالات وفرص الاستثمار الواعدة.

المهم بحق تلك البيانات اليومية الواجب توفرها عن كل الحالات والمتطلبات وماهي الإجراءات المتخذة حيالها، وتفصيلِ ما حدث ويحدث في كل قطاع ومجال، والعمل على دراسة  مسار كل  حالة، حتى الوصولِ إلى أدق الجزئيات فمثل هذه الإجراءات اذا كانت مترابطة ومنطلقة من توافر خزان البيانات والمعلومات عن كل شيء تعني الكثير ونجاحاً حتمياً لأنشطة الإدارات، وتحقق موثوقية هذه الحوكمة وفعاليتها، وسرعة التعامل مع أي طارىء أو أزمة.

فالتحولات الرقمية والأعمال التي تفرض إيقاعاً جديداً تسهل الكثير من الأعمال وتتلافى التعقيدات أينما وجدت، وتصبح بيئة العمل والاستثمار أكثر تحفيزاً من قبل، وذلك يترك عوائد ليست معنوية فقط بل تسهل الإجراءات وتنشط الأجواء والفعاليات بصورة أكثر ما هي عليها بالنمطية السائدة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة