الدورات المكثفة قبل الامتحان تحلق عالياً.. مليون ليرة غير كافية لكل طالب
خاص دمشق- بشرى كوسا
مع اقتراب امتحانات الشهادة لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، ملأت إعلانات الدورات المكثفة مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الفيسبوك معلنة بداية التحضير للامتحانات في دورات تحمل عناوين طنانة ورنانة، مثل”طريقك نحو ال 600“و ”إذا كنت مقصر وما لحقت تدرس المادة فالحل عندنا“، ليصبح شبح النجاح مرهوناً بحضور هذه الساعات القليلة قبل الامتحان فهي العصا السحرية التي تنقذ الطالب، وتدفع به نحو التفوق ودفع مبالغ طائلة مقابل ذلك!.
حسب رأي عدد من الأهالي في مناطق متفرقة من دمشق الأسعار خارج قدرتهم ولكن لابد من اللجوء للدورات المكثفة.
فوالدة الطالب ” يمان“ تقول إنها وضعت منذ بداية العام الدراسي خطة لدفع أجرة الساعات التدريسية خلال العام منها: الحصول على قرض، والدخول في جمعيات مع زملائها في العمل، ولاسيما أن ابنها طالب بكلوريا علمي ويحتاج إلى جهد كبير لضمان حصوله على معدل مرتفع يخوله الدخول إلى الفرع الجامعي الذي يرغب به.
وتستكمل السيدة “أم يمان” قائلة: المفاجأة كانت أن أسعار الدورات المكثفة ارتفعت أضعاف ما كانت عليه العام الماضي، وما ادخرته للدورة المكثفة لا يكفي لتسديد ربع المبلغ المطلوب.
وحال هذه السيدة يشبه مئات الحالات المشابهة، فأمام هذا الواقع المعيشي الصعب يقف الأهالي عاجزين فالراتب يكفي أجرة مادة واحدة فقط، وفي نفس الوقت هم مضطرون رغماً عنهم لتأمين أجرة هذه الساعات المكثفة كي لا يندموا أو يشعروا بالتقصير.
ولمعرفة وسطي أسعار الدورات المكثفة تواصلت شبكة «غلوبال» مع عدد من المعاهد الخاصة في مناطق متفرقة بدمشق حيث تراوح سعر المواد العلمية (رياضيات- فيزياء- كيمياء – علوم) بين 700 إلى مليون ليرة، أما اللغات(الانكليزي والفرنسي) فتكلفة كل مادة 125 ألف ليرة، بالإضافة إلى 50 ألفاً وسطياً لمادتي القومية والتربية الإسلامية،كما تراوحت أسعار الدورات المكثفة لطلاب الصف التاسع بين 400 ألف ليرة إلى 600 ألف ليرة، وعدد الجلسات يتراوح بين 5- 10جلسات فقط لكل مادة.
كما التقينا مع عدد من المدرسين الذين أكدوا لنا أن هذه المبالغ المالية عادلة ومستحقة مقارنة بالتعب الذي يبذله المدرس لتعويض الطالب عن النقص الحاصل في منهاجهه، فالمدرس حاله حال فئات المجتمع، وعليه التزامات كثيرة ومصاريف الحياة باتت مرهقة مع جنون أسعار السلع والمواد الغذائية والعقارات والذهب والملابس وغيرها، فالمدرس الذي أمضى سنوات في المهنة واكتسب الخبرة والمعرفة يحق له أن يعتمد على مهنته كمصدر رزق له ولاسرته.
وبين أسعار الدورات المكثفة وتأمين لقمة العيش ضاع الأهالي في معادلة لاذنب لهم فيها سوى أن الدروس الخصوصية عموماً والدورات المكثفة خصوصاً باتت الطريق إلى التفوق لمن أراد إليه سبيلاً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة