الذكاء الاصطناعي والإرث التقليدي..!
خاص غلوبال – هني الحمدان
سريعة هي التطورات التقنية في العالم، حيث أصبحت التكنولوجيا متسارعة الخطا، بين عام وعام هناك الجديد، وما يقلق العالم ومؤسساته وشركاته ما يسمى إبداع الذكاء الاصطناعي وما يفرضه من متغيرات وملامح قد تصيب كل المرافق.
فالقضايا التي نراها ونعيشها اليوم قد تحدد الملامح الاقتصادية التي تنتقل من الحاضر للمستقبل، وربما تتعرض الأعمال إذا ما تمت الاحتياطات مهددة بالذكاء الاصطناعي، وإلى الدور الكبير للعملات والسياسات وغيرها من مسائل في المستقبل، حتى حجم قوة العمل المطلوبة من البشر في المستقبل قد تتضاءل، لما من تعاظم لدور الذكاء الاصطناعي بشكل لم يسبق له مثيل.
ولهذا فإن الحاجة تتزايد إلى التعامل مع هذه الآلات وفهم لغتها، لا من ينافسها في العمل، ومع تزايد دورها في المجتمع والأعمال ستظهر دعوات تتزايد بتقليص ساعات العمل في المكاتب، وهذا يتزايد بشكل استثنائي اليوم في العالم أجمع، هناك دعوات لا تكاد تتوقف حول حجم العمل المطلوب في المكاتب، بل هناك مناقشات جادة حول ضرورته من باب أولى، ولهذا بدأت الشركات تغازل موظفيها بالعمل عن بعد، لكن يجب الحذر من مفهوم العمل عن بعد، لأنه لا يعني العمل من المنزل، بل يعني العمل من أي مكان غير مكتب مغلق لمدة ثماني ساعات يومياً، لهذا فإن تأثير نمو هذه الظاهرة يعني تغيرات واسعة في مفهوم بعض الأنشطة و الأعمال.
إن الحد الفاصل بين بقاء مستويات التحول عند وضعها الحالي وبين الانفجار العالمي لمنظومة العمل الجديدة هو التحولات التشريعية في الدول، لكن الموجة هائلة جداً، ويجب الاستعداد لها بكل الوسائل، إذ ستتمكن أجهزة الذكاء الاصطناعي من توظيف البشر في مهمات بأشكال من عقود العمل الحر التي لم نشهدها من قبل، هناك الآلاف من العمال من بينهم من يعمل في التمريض والطب، يخرجون بشكل منظم من سوق العمل المعهودة التي تربطهم بعقود طويلة وأجور محددة سلفاً تدفع نهاية كل شهر إلى مفهوم جديد من العمل الحر على نمط شركات التشغيل، فيها العمل محدد بمهام معينة ومهمة بسعر الساعة يتم دفعها مباشرة للموظف في نهاية المهمة، هكذا ستتم إعادة صياغة الاقتصاد، فالعمال سيكونون أسياد الموقف القادم، لن يكون للتنفيذيين تلك السلطات المعهودة.
لقد اكتشف العمال في العالم طريقة جديدة للاستفادة من قوة العمل بعيداً عن استغلال الشركات الرأسمالية التي تؤخر الرواتب حتى نهاية الشهر مستغلة فائض العمل اليومي، وتأخر صرف الراتب من أجل تعظيم العوائد، الآن الأمور مختلفة، ستكون فوائض العمل للعمال، هذا سيغير سلوك التجارة، فالمقاهي التي تسمح للعمال بتنفيذ مهامها من هناك ستتزايد أشكالها، وأماكنها وستتصاعد الرحلات السياحية والمنتجعات الرخيصة، وستشهد أسواق الطيران ازدهاراً عظيماً ما لم تحدث كارثة صحية جديدة.
والاقتصاد بكل أبعاده وأنشطته يحتاج اليوم قبل الغد عندنا رسم صور وخطط تتناغم من معطيات ومفرزات العولمة الخطيرة، ولانقل إن هناك متسعاً من الوقت، فالتسارع جداً فائق الخطا، ودول كثيرة صارت تتعاطى وتتناغم خططها وتوجهاتها مع مفرزات العلم والتحولات الرقمية السريعة.
نحن اليوم مازلنا نسلك مسارات وأنماطاً تقليدية لم نترجم وننجح في آليات تعاطي أكثر حداثة وعلمية، فالخوف من ذلك المستقبل المحدث مازال يقف حجر عثرة في طريق بعض أساليب التعاطي والعمل.
ماإن بقيت تلك الموروثات قائمة والأيدي مرتجفة لم تتغير أي طريقة أو مسعى نحو الحداثة المتكاملة الأعمال والمشاريع وتنفيذها بمقدار ما تكون حساباتها وبرامجها سليمة ومصممة بدقة وتتناغم مع أي تطورات مستقبلية، فإمكانات حصول الأخطاء تبقى قليلة حتماً..!.
التحولات متسارعة وتنحو منحى أكثر خطورة، قد تتغير الأنشطة ويستعاض عنها بأخرى، وقد تقل فرص الأيدي العاملة ويستعاض بها بآلات تقلل من الأعباء، وربما يكون ذلك كله ليس بصالح الإنتاجية والعائدية المنشودة.
أتمتة بعض خدماتنا مخجلة ومذلة للمواطن، أو لذاك المستثمر الأجنبي الذي ننادي ونتمنى قدومه لبلدنا، لم نخجل بعد من دوامة التعقيد والإهمال والركون إلى الإرث من النمطية البالية والتقليد الذي لم يعد مستساغاً في عالمنا اليوم..
لم يعد مبرراً لإطلاق وزارة “التموين ” مثلاً دعوات للمستهلك أو لصاحب الفعالية مراقبة عناصرها الذين يتولون مهمة المراقبة وضبط ارتكاب المخالفات، مثل هكذا إجراءات ودعوات لم تعد تجدي نفعاً ياسادة.
فكروا بأساليب أكثر حداثة، واصنعوا أشخاصاً أكثر نزاهة وابرعوا في ابتكار طرق تقلل الفساد، هاهي وزيرة التنمية الإدارية تعلن أن التريث بنظام الحوافز والتعويضات بسبب فهم خاطئ ووجود إشكالات، فأي أعمال وأي استعدادات إذ لا تزال بعض الوزارات تفشل بإعداد نظام أو مشروع مايهم شريحة الموظفين.
دمتم ذخراً للمستقبل وتطلعاته، ولمخاطر الذكاء الاصطناعي..!!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
نحن كشعبة التخدير في مشفى دمشق من حوالي سنة واكثر والمكافآات متوقفة لا تصرف بحجة انتظار صدور نظام الحوافز الجديد والى الآن ( لا طلنا عنب الشام ولا بلح اليمن ) فعلى اي اساس نقوم بالتخطيط ..؟؟!! ام هي طريقة تخدير غير الذي تعلمناه في الدراسة ولكن لشرائح مجتمعية اكبر بكثير من شريحة مرضى المشافي؟؟!!