الرد الإيراني بدأ والقلق الأمريكي تفضحه الأساطيل
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
تسمر حالة الترقب على مستوى العالم للرد الإيراني الذي لم يعد مجرّد تكهنات، بل استدعى المزيد من التحضيرات من محور العدوان، ودفع الإدارة الأمريكية لتمديد إقامة قائد القوات المركزية لدى “إسرائيل” عله يساعد في رسم سيناريوهات “الرد” على الرد الإيراني، دون أن تنسى إدارة بايدن أن تعزّز وجودها العسكري وأساطيلها على شواطئ فلسطين المحتلة وفي البحر الأبيض المتوسط عموماً، فيما سارعت العديد من دول العالم لتقليص وجود دبلوماسييها ومواطنيها في “إسرائيل” ودول المنطقة.
ولم يخفِ الرئيس الأمريكي السابق ترامب حنقه من سياسات منافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة بايدن التي يمكن أن تؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة من خلال دعمه لـ”إسرائيل”.
وتصريح الرئيس ترامب ربما كان من التصريحات الأكثر واقعية، وشهادة يجب عدم إغفالها عند الحديث عن الأسباب التي تدفع إيران للردّ على “إسرائيل”، بمعنى أن تصريحاته قد تكون أقرب لانتقاد السياسات الأمريكية – الإسرائيلية التي تجاوزت كل الخطوط الحمر في انتهاك سيادة الدول وميثاق الأمم المتحدة وفي استباحة كل الاتفاقات المتعلقة بالعلاقات الدولية التي تحرّم الاعتداء على السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية، وما جرى في استهداف القنصلية واغتيال العديد من المستشارين الإيرانيين يبرّر لطهران أن تردّ بكل الوسائل الممكنة (وفق ما نستقيه من تصريحات ترامب).
مخطئ من يظن أن إيران تتوانى في الردّ على كل ما فعلته “إسرائيل” ضدّها؛ فـ”إسرائيل” تعلم علم اليقين أن الردود الإيرانية وعبر السنوات السابقة والخيارات الإستراتيجية للثورة الإسلامية الإيرانية هي من تجعل الحكومات الإسرائيلية تصنف إيران كـ”خطر وجودي”، وليس كخصم سياسي وعسكري وفق ما يحلو للبعض وصفه، مخففاً ما تعانيه حكومة العدوان في تل أبيب من قلق، وخاصةً بعد عدوانها الآثم على القنصلية، مع التأكيد على أن “إسرائيل” وأمريكا ودول غربية أخرى يتوقعون السيناريوهات الأكثر خطورة، وأن إيران تخطط له بكل جدية فساعة الحساب قد اقتربت.
وصحيح أن إيران تعلم جيداً أنها لا تواجه “إسرائيل” وحدها، وأن أمريكا ستكون قبل “إسرائيل” استعداداً لما يمكن أن يجري، كما تعلم إيران أن القدرات العسكرية الأمريكية وأن ميزان القوى قد لا يكون لصالحها، لكنها تراهن على إرادة شعبها وعلى قوة الحق وعلى حق الدفاع عن النفس الذي تؤكده كل المواثيق الدولية.
إن الرد الإيراني بدأ بالفعل ليس من خلال احتجاز السفينة المملوكة لإسرائيل في مضيق هرمز يوم أمس فقط، وإنما من خلال إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه أهداف محددة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على جرائم الكيان الصهيوني وفق بيان أصدره الحرس الثوري الإيراني قبل منتصف ليل السبت بتوقيت دمشق.
الرد الإيراني بدأ في فرض قواعد اشتباك جديدة ليس بين إيران وإسرائيل وإنما في منطقة الشرق الأوسط عامة، ويترك الوضع في المنطقة والعالم مفتوح على جميع الاحتمالات وعلى إسرائيل وداعميها أن تتحملا المسؤولية كاملة عن توسيع دائرة الصراع الذي يخشاه العالم أجمع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة