خبر عاجل
نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الشراكة مع الصين… التعاون والتنمية والعلم يختصرون المسافات

خاص غلوبال – زهير المحمد

منذ القدم والعرب يرددون اسم الصين كدلالة على البعد المكاني، لكنها كانت تحظى بعلاقات تجارية طيبة مع معظم الدول، تقرّبها منهم رغم إحساسهم أنها في نهاية الكون والوصول إليها يحتاج مشقة كبيرة، ولكننا اليوم نتحدث عن الصين وكأنها على مرمى وردة، ويتحدث رئيسها شي جين بينغ وكأنه مواطن سوري يرفض بشدة وجود القوات الأجنبية على أرضها، ويرفض سرقة ثرواتها الوطنية، بل يطالب بإنهاء الحصار الجائر الذي فرضه الغرب دون أي وازع أخلاقي أو قانوني على شعبها.

كلام الرئيس الصيني مفعم بالصدق والوضوح يدلل بشفافية على ضرورة اتخاذ موقف صيني أكثر صرامةً في وجه أولئك الذين أشعلوا حرباً أكلت الأخضر واليابس في بلد تربطه بالصين علاقة تمتد إلى نحو قرن من الزمان، مبنية على مبادئ أخلاقية وقانونية حمل لواءها السوريون إلى مجلس الأمن عندما طالبوا بأن يكون المقعد الدائم للصين الشعبية، وليس لجزء منها يتحكم فيه الغرب والمتمثل ب(تايوان)، عندها لم تكن سورية قوية عسكرياً واقتصادياً، وإنما كانت متسلحة بقوة القانون والوقوف إلى جانب أصحاب الحق مهما كان الثمن.

جميل جداً أن يذكر الرئيس الصيني هذه الجزئية المهمة في تاريخ العلاقات السورية الصينية، مع أن عدد سكان سورية آنذاك كان أقل من أربعة ملايين نسمة ولا يعادل عدد سكان حي من أحياء بكين، فقد أراد الرئيس الصيني من كلامه أن يوجه رسالة للغرب وللعالم أجمع أنه يلتقي السيد الرئيس بشار الأسد كقائد لدولة كانت ولاتزال حاضرة ومؤثرة ومنحازة للحق وللقانون، وإن ما فعلته وتفعله الإدارة الأمريكية من عقاب وعدوان على سورية ليس بسبب مواقف الرئيس الأسد المناهض للاستباحة الأمريكية فقط، وإنما هو جردة حساب قاسية وفق ما تسميه الإدارة الأمريكية( الوزر التراكمي) لمعاقبة سورية على جميع المواقف المبدئية التي اتخذتها منذ أن كانت عضواً في حركة عدم الإنحياز التي أسسها الزعيمان جمال عبد الناصر ورئيس الهند في حينه جواهر لال نهرو، وكذلك مواقف سورية المساندة لكل قضايا الشعوب ونزوعها نحو التحرر من الاستعمار المباشر ومن الهيمنة الأمريكية، وموقفها الأكثر صرامة من المخططات الأمريكية إبان الحرب الباردة قبل تفكك الاتحاد السوفييتي.

وقد توقع معظم السياسيين في العالم بأن تكون سورية في مقدمة الدول التي ستغزوها أمريكا، وحتى قبل أن تمارس أمريكا اعتداءاتها على دول أوروبا الشرقية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي، لكن ما كان يردعها ذلك التماسك الوطني للشعب السوري، ومروحة العلاقات السورية المبنية على أسس استراتيجية مع دول كثيرة لاتزال تحافظ على المبادئ وتقدّر مواقف سورية الجريئة في وجه من يمارس “السلبطة” حتى لو كانت أمريكا ذاتها.

أستاذ القانون الدولي الدكتور الراحل عزيز شكري في محاضرةٍ له في دمشق عام 2003، وجه إليه الحضور سؤالاً مفاده: “كيف تستطيع سورية أن ترفض الإملاءات الأمريكية التي حملها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، وعلى الحدود العراقية السورية مئة وستين ألف جندي غزوا العراق وهددوا بغزو سورية إذا لم تقطع علاقاتها مع المقاومة الفلسطينية وحزب الله وإيران(وإلا)”٠

فأجاب شكري: “هناك سر في قوة سورية تجعل(الجويزة أوالتريسة السورية تأكل الأصّ الأمريكي)”.

الصين قوة عملاقة على جميع الصعد، ولكن حديث الرئيس الصيني والبيان الختامي لمباحثاته مع الرئيس الأسد فيه تأكيد لما قاله شكري، وفيه تأكيد أيضاً على قوة متأصلة فيها، فسورية شريك استراتيجي في تنفيذ كل المشاريع التنموية التي أعلنتها الصين على مستوى العالم، حيث تشكل سورية فيه ملتقى الدروب المؤدية إلى التنمية والسلام، وإن ما تفعله أمريكا لا يختلف كثيراً عمّا يفعله قطاع الطرق لمنع التواصل والتشبيك بين الصين وإيران والعراق وسورية والسعودية والخليج وكل دول غرب آسيا.

صحيح أن الحرب والحصار والإرهاب عوامل أنهكت سورية، لكن مكامن القوة فيها أكثر من أن تُحصى ولا يُقدّرها أحد كالأقوياء.

نثق كثيراً بقدرات الصين وعلى جميع الصعد، وتعززت هذه القناعة عندما استطاعت الصين أن تسيطر على وباء كورونا الذي تؤكد معظم المؤشرات على أنه في سياق الحرب البيولوجية أطلقه الغرب من مدينة ووهان الصينية لإعاقة تقدم جمهورية الصين كاملةً، ولكنهم فشلوا، حيث كان الغرب يتحدث عن وفيات كورونا بمئات الآلاف يومياً بينما كان عددهم اليومي في الصين بعدد أصابع اليدين، ولم تبخل الصين وهي في عين الوباء أن تقدّم المساعدة بالأدوات واللقاحات إلى معظم الدول المحتاجة ومنها سورية.

آمال الشعب السوري كبيرة فيما أكده الرئيسان على التحول الإيجابي الكبير الذي سيحققه اتفاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وما يمكن أن تقدمه القوى الناعمة في إنهاء الأوضاع الشاذة التي تحاول الإدارة الأمريكية أن تجعلها قدراً لا مفرّ منه.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *