خبر عاجل
بطولة غرب آسيا.. منتخبنا الوطني يخسر أمام نظيره الأردني اتحاد كرة القدم يعلن تأجيل مباريات دوري الرجال حتى إشعار آخر التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على ريف حماة الشمالي… مصادر محلية لـ«غلوبال»: دحرهم عن السعن وإفشال محاولات تسللهم على محور السعن- الصبورة- المبعوجة حملة تبرعات يطلقها الاتحاد الوطني للطلبة… رئيس فرع الاتحاد بدرعا لـ«غلوبال»: رغبة كبيرة أبداها طلبة الكليات بتقديم المساعدة لأهلنا المهجرين من حلب تجمع وطني دعماً للجيش العربي السوري في ريف دير الزور الشمالي… المشاركون لـ«غلوبال»: متمسكون بأرضنا ووحدة وسيادة وطننا مركزان لاستضافة المهجرين من حلب… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: خطة عمل لتقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بإضافة 50 بالمئة إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين جاهزية قصوى لمرافقها وفروع المؤسسات التابعة… معاون وزير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: المواد الأساسية متوافرة في حماة وكافية لبضعة أشهر بدء استقبل الطلاب المهجرين من حلب… مدير تربية اللاذقية لـ«غلوبال»: توزيعهم وفق رغباتهم وبحسب البعد الجغرافي «الواي فاي» بسرعة 100ميغا… مدير المدينة الجامعية بدمشق لـ«غلوبال»: البداية من المكتبة المركزية ومقهى المدينة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الشكوى “لله”

غلوبال اقتصاد

خاص غلوبال – مادلين جليس

قبل عدة أيام، قررت التسوق لشراء بعض الحاجيات، والاطلاع على الأسعار في المحال التجارية.

وكعادتها في هذه الأيام، تعج الأسواق بالناس، المشتري والبائع والمتفرّج، والمارق صدفة، وغيرهم، لكن ومع كل هذا الازدحام، فلا أثر لضابطة تموينية، أو عناصر حماية المستهلك.

تأكدت من هذا القول عندما سمعت أصوات شجار صادرة عن أحد المحال، وأعداداً كبيرة من المتفرجين تتجمهر حول الخصوم.

مشيت باتجاه مصدر الصوت الذي كان يرتفع كلما اقتربت من محل بيع اللحوم، إمرأة مسنّة تقول إن هذا البائع باعها قبل أيام لحماً لم تأكل منه شيئاً، فقد كان فاسداً واضطرت لرميه بعد أن بدأت رائحته تفوح في أرجاء منزلها، والبائع يصرخ في وجهها أنه باعها لحم “تازة” ومن أجود أنواع اللحوم، لكن سوء التخزين عندها أوصله إلى ما ادعته، متبعاً رده بعبارة “هذا إن كان صحيحاً ماتسردين”.

وهكذا استمر الجدال أكثر من نصف ساعة، دون جدوى، فلا المسنة استعادت نقودها، ولا البائع اعترف بخطئه، ومازاد في الموضوع، تدخل أحد المتفرجين ليدلي بدلوه أيضاً، فهو قد اشترى قبل عدة أشهر لحماً من نفس البائع، ولم يكن بالجودة التي ادّعاها والتي جذب بها الزبائن للحمه.

لم أستطع السكوت أكثر، فحسّي الصحفي بدأ يتحرّك ويطلب مني التدخل والمساعدة، اقتربت قليلاً من المسنة التي رثيت لحالها، وقلت لها: لم تطيلين الوقت أكثر، ليس عليك سوى تقديم شكوى بحق هذا البائع، وستعيد الوزارة حقك بالتأكيد.

وقبل أن تسأل تابعت: وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لديها ضابطة تموينية تتجوّل في الأسواق، وتنظّم الضبوط التموينية بالمخالفين.

سكتت قليلاً قبل تهزّ رأسها باستهزاء: الوزارة؟؟ الشكوى لله يابنتي، فلا الوزارة ولا أحد ينظر لحالنا.

وعندما سألتها إن كانت قد جربت تقديم الشكوى للوزارة، أجابت بلا، فهي لم تجرب ولن تجرب أبداً.

دهشت من هذا الإعراض غير المبرّر، واتجهت نحو الرجل الآخر الذي ادّعى أنه اشترى لحماً أيضاً، ولم يكن بالجودة المطلوبة، لكنه ضحك بأعلى صوته عندما أخبرته بضرورة الشكوى، ليستعيدوا حقوقهم كمستهلكين، ورفع يده ملوّحاً :نحن نستعيد حقوقنا بأيدينا، لا ننتظر أحداً، لاوزارة ولاحكومة.

للمرّة الأولى أجد نفسي منحازة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لأول مرّة في حياتي الصحفية أجد نفسي في موقع المدافع عنها، فكيف يطلب الناس منها مراقبة الأسواق وضبط الأسعار وحالات الغش، وهم لايشتكون في حال تعرضهم لذلك، كيف ينتظرون منها الدفاع عن حقوقهم، وهم لم يتجهوا لها أساساً لتقديم شكاويهم وطلباتهم.

حاولت صمّ أذني ومتابعة جولتي في السوق، عندما بادرتني صبية تسألني، لمن ستشتكي المسنة بعد كل هذا الجدال، هززت رأسي ضاحكة: لله.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *