اضطراب “الشدة ما بعد الرض”أبرز الآثار النفسية بعدالزلزال…ومدرب صحة نفسية بمنظمة الصحة العالمية يشرح لـ«غلوبال» طرق التعافي منها

خاص دمشق- بشرى كوسا
بعد مرور أكثر من شهر على كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وأودى بحياة الكثيرين، ربما  يحتاج الناجون لمساعدات نفسية لاتقل أهمية عن  تلك المعنوية والمادية للتخفيف من اضطرابات الصدمة، والتي تصل أحياناً إلى حد الاكتئاب وتحتاج حينها لتدخل علاجي طويل الأمد.
وتم بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية وخبراء في مجال الصحة النفسية العمل على توزيع فرق إسعاف أولي للدعم النفسي للأسر المتضررة.
الدكتور لؤي الشماس مدرب الصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية والمدرب المسؤول عن فرق الاستجابة الميدانية وصف في حديث لـ«غلوبال»، أعراض نفسية تصيب الأشخاص بعد الكارثة،وميز بين الخوف الطبيعي الذي يصيب جميع الأشخاص الذين تعرضوا للزلزال ويستمر ثلاثة أيام فقط ثم يتلاشى،واضطراب الكرب الحاد أو الشدة الحادة التي تحدث عندما يتعرض الشخص لصدمة قوية فيصاب برعب وقلق وتوجس واضطراب نوم و ينعزل وهي أعراض يمكن أن تستمر لمدة شهر على الأقل.

وبحسب توقعات شماس فإنه من الممكن أن يتحول الاضطراب إلى ما يسمى بـ «اضطراب الشدة ما بعد الرض» «PTSD» حيث يستذكر الشخص لحظات الرعب مترافقة مع مشاعر خوف شديدة، كما يتجنب الشخص المكان الذي وقع فيه الزلزال فلا يستطيع العودة إليه، وهذا يترافق مع اضطراب نوم وإنطواء ومع خوف شديد وسرعة جفلان وتسمى «فرط تيقظ»، ويحدث الاضطراب بعد شهر على الأقل من حدوث الزلزال ويصيب الأشخاص بنسب قليلة، ومن تأثيراته أنه يؤثر على الحياة الوظيفية فيصبح الشخص غير قادر على العمل والإنتاج.

علاج اضطراب مابعد الشدة
وعن طرق التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة ينصح الدكتور لؤي شماس، مدرب صحة نفسية بمنظمة الصحة العالمية، بضرورة أن يكون العلاج النفسي الطبي ضمن مجموعة من الإجراءات الأساسية يوصي بها الأطباء النفسيون عموماً، وهي عبارة عن مجموعة من الإسعافات النفسية الأولية تبدأ بالتطمين:«انظر استمع اصغ واربط» كما أن و للخوف أيضاً تمارين للاسترخاء وأهمها تمرين:«Relaxation technique» ويعتمد على سحب نفس عميق، الاحتفاظ بالنفس ل 6 ثوان، الزفير على دفعات لنحو 7ثوان، مع تكرار العملية بين 6-7مرات.
فائدة التمرين أنه ينقل الجسم من حالة الخوف إلى حالة الهدوء والاسترخاء حيث تنتقل السيطرة في الجسم من هرمون الإدرينالين إلى سيطرة هرمون النورادرينالين.
وأكد الدكتور شماس أن هناك أشخاصاً يصابوا بحالة الانفصال عن الواقع «تبدد واقع» ومن أهم أعراضه أن يشعر الشخص أنه يمشي على الهواء أو تبدد شخص فيشعر الشخص أنه ينظر لنفسه من أعلى، والعلاج يكون بما يسمى «التأريض» بوضع  القدمين على الأرض،
وهي جميعها وسائل علاج بدائية وسريعة للتعامل مع الحالات في الميدان.
متى نحتاج إلى تدخل دوائي؟
يقول الدكتور لؤي شماس: إن التدخل الدوائي غير محبذ في البداية إلا اذا ترافق مع اكتئاب،أو لم يتحسن المريض بعد ثلاثة أشهر من الأعراض حيث يترافق الاكتئاب مع حزن وفقدان المتعة ونقص طاقة ونقص تركيز ونقص الثقة بالنفس وهنا يكون الشخص مصاباً باضطراب شدة مع اكتئاب وعندها يكون التدخل دوائياً.
حملات الدعم النفسي للمتضررين
وختم الدكتور لؤي شماس مدرب صحة نفسية بمنظمة الصحة العالمية بوصف حملات الدعم النفسي للمتضررين بمداوة الجرح قبل أن يفتح، مؤكداً بأن فرق استجابة الدعم النفسي العاملة على الأرض بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية قدمت إسعافاً نفسياً أولياً ساعد بشكل كبير في تخفيف الخوف والتوتر،  وكانت النتائج جيدة في سرعة الاستجابة رغم النقص في أعداد الأطباء النفسيين العاملين في سورية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

.