الصراحة “راحة”
غلوبال اقتصاد
خاص غلوبال – مادلين جليس
قلنا مسبقاً، ونقول اليوم وسنظل نعيد مراراً وتكراراً: لم لا تلعب الجهات الرسمية معنا لعبة الصراحة، ونحن نؤكد لها وبالبراهين أننا سنطبق عليها المثل القائل: المسامح كريم، وعفا الله عما مضى من الأخطاء والهفوات.
لكن أن نبقى هكذا ” نحن وهُم” مختبئين خلف لعبة ال “الغميضة” ولا أحد منا يعثر على الآخر، أو يجد له أثراً، فهذا غير منطقي وغير معقول، وهو غير مقبول حتماً.
لا بيانات رسمية ولا إحصاءات، لا أرقام ولا تحليلات، في ظل هذا الغياب غير المبرر للأرقام والإحصائيات خاصة من المصدر المضطلع بهذه المهمة رسمياً وهو المكتب المركزي للإحصاء، على ماذا إذاً سيبني الخبراء تصريحاتهم الاقتصادية، وكيف سيقدم الباحثون دراساتهم وأبحاثهم، وعلى ماذا سيستند أصحاب القرار في إقرار الخطط؟ وهل سيتمكن الأكاديميون الاقتصاديون من الاستشهاد بالواقع في ظل عرضهم لإحدى الدرلسات أو النظريات الاقتصادية؟.
لا جواب طبعاً، وقسم كبير مما ذكر سابقاً من دراسات وأبحاث أصبحت تعتمد وبالدرجة الأولى على أرقام وبيانات استطاع الباحث أن يحصل عليها بجهود شخصية غير معروفة طبعاً، أما القسم الثاني منها فهو الدراسات التي تستند إلى تحليل صاحبها للواقع واستقرائه للمعطيات مع الاعتماد على أرقام قديمة وتقدير أرقام جديدة بحسب خبرته وتمكنه العلمي، دون أن ينتظر الرقم الإحصائي الدقيق تقدمه إحدى الجهات الحكومية على “طبق من ذهب”.
بالمحصلة الخبراء ضائعون، والإعلام غائب ومغيب، والدراسات من دون أرقام لا جدوى منها ولا فائدة، والقرارات تصدر دون الاتكاء على أرقام أو بيانات، و”الطاسة ضايعة”، ولذلك نعود لنقطة البداية بمطالبة الجهات المعنية بالصراحة الرقمية النافعة للجميع والمكاشفة الواضحة على مبدأ “الصراحة راحة”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة