الضفة الغربية والروافد القوية للطوفان إلى الأقصى
خاص غلوبال – شادية إسبر
منذ بدء “طوفان الأقصى”، يحاول الغرب الصهيوني تحجيم المعركة على أنها بين حركة حماس الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، يكذب ويقلب الحقائق ويشوه الصور الواقعية، يدعم المعتدي ويضع الضحية مكان الجلاّد، هو الذي اشتغل على مدى سنوات طويلة في مخطط تقسيم الصف الفلسطيني، لكن ماذا يحدث على أرض الواقع؟.
بدأت كتائب القسام بمعركة “طوفان الأقصى”، صداها الإيجابي عمّ كل شعور فلسطيني وعربي وحر في العالم، لم نسمع أو نشاهد فلسطينياً واحداً، إن كان داخل فلسطين أو خارجها، يرفض هذا الرّد المقاوم المنتظر على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وحتى بعد هذا العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي على فلسطينيي القطاع.
منذ اليوم الأول، لم يترك مقاومو الضفة الغربية مقاومي القطاع لوحدهم، ولم يقتصر الدعم على الحالة الشعبية التي خرج فيها أبناء مدن وقرى الضفة الغربية بمظاهرات ليل نهار تهتف للمقاومين وتندد بالمحتلين المجرمين، فالبندقية المقاومة في الضفة الغربية فتحت نقاط اشتباك مع قوات الاحتلال اشتعلت في مناطق عدة، وأفادت المعلومات بأن مجموع أعمال المقاومة في الضفة الغربية بلغت منذ السبت إلى الأربعاء (من 7/10/2023- 11/10/2023) 567 عملاً مقاوماً، في دلالات ميدانية لوحدة الصف الفلسطيني المقاوم.
وفي الفترة الزمنية ذاتها (من السبت إلى الأربعاء)، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 29 شهيداً، بعد ارتقاء طفل مساء الأربعاء، وفق بيان وزارة الصحة الفلسطينية، الطفل الفلسطيني الذي أبى إلا أن يلتقي بالمئات من أخوته من أطفال القطاع المحاصر، الذين ارتقوا بقصف إرهابي إسرائيلي متواصل على منازلهم وأحيائهم ومدارسهم.
المئات من الفلسطينيين في الضفة الغربية أيضاً أصيبوا برصاص قوات الاحتلال و150 آخرين اعتقلوا واختفوا في زنازينه خلال الخمسة أيام، توزعت خلالها الأعمال المقاومة على كامل المناطق، مواجهات مع قوات الاحتلال شرقي الخليل، وأخرى في بلدة سلوان بالقدس المحتلة بيت لحم ونابلس، حوارة وجنين، طوباس شمالاً، وأريحا شرقاً، ورام الله في الوسط، انضمت جميعها إلى طوفان غزة المقاومة، هناك توزعت مناطق المواجهة مع العدو، الذي اعترف بإصابات بين قواته.
تنوعت الأعمال المقاومة في الضفة الغربية بين عمليات إطلاق نار وزجاجات حارقة، محاولات دهس وطعن، واستهداف بعبوات ناسفة وإحراق وتحطيم مركبات عسكرية، إرباك بإطلاق مفرقعات نارية، وإحراق وتحطيم مواقع عسكرية للعدو، والتصدي لاعتداءات مستوطنيه، لتعود الحجارة رمزاً للانتفاضة الفلسطينية تزين مشهد المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، إضافة لعشرات المظاهرات اليومية الداعمة لغزة، المطالبة بوقف العدوان الهمجي، وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر، المظاهرات الفلسطينية نددت أيضاً بالدعم الأمريكي والأوروبي العسكري والسياسي والإعلامي منقطع النظير، للعدوان الوحشي الإسرائيلي، وطالبت بوقفه فوراً.
دعم أمريكي أوروبي للكيان الإسرائيلي وصلت طلائعه العسكرية حوامات ومسيّرات وحاملات طائرات، والسياسية زيارات على أعلى المستويات، يرافقه تصريحات عنصرية إرهابية بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وتهديد عسكري مبطن وعلني عالي المستوى لكل من يقف مع المقاومة الفلسطينية، ومع غزة بالتحديد، وكأنهم يريدون من القسام، التي أذلت فخر صناعتهم الصهيونية “إسرائيل”، أن تحارب العالم الغربي برمته لوحدها، أن تواجه ببندقيتها المحاصرة، أساطيل الغرب بجبروته وإمكاناته الهائلة، لكن الصوت والفعل المقاوم في المنطقة رد الجواب.
جواب جاء من الضفة الغربية منذ اللحظة الأولى يتطور كل يوم، وأحدث بيان فجر اليوم (الخميس 12/10/2023) أكّد خلاله الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو حمزة أنّ “بُقعة النار في معركة طوفان الأقصى باتت تتسع، وما حدث في جنوبي لبنان، ما هو إلا نموذج مصغر مما ينتظر العدو الإسرائيلي”.
جواب من جنوب لبنان، ومن الفصائل الفلسطينية العاملة في دمشق، من إيران والعراق واليمن، من كل حنجرة عربي في ساحة عاصمة بالمنطقة والعالم، يرى في فلسطين حقه، وفي المقاومة حق مشروع لاسترداد الحقوق المغتصبة، وفي دماء أطفال فلسطين والدموع في عيون أمهاتهم الثكالى، عزيمة المقاومين ومنارة طريق التحرير.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة