الطاقات المتجددة ضرورة وليست خياراً… رئيسة حفظ الطاقة بكهرباء طرطوس لـ«غلوبال»:41 مشروعاً كهروضوئياً بالخدمة و 6 قيد الترخيص
خاص طرطوس – رفاه نيوف
في ظل التقنين الطويل للكهرباء، وما نقرؤه من تحذيرات من الطاقة الأحفورية، بما تنفثه من ملوثات وزيادة الغازات الدفيئة التي تعد سبباً أساسياً للتغيرات المناخية التي نشهدها اليوم، بات التوجه نحو الطاقات المتجددة ضرورة ملحة وليس خياراً، وأهمها الطاقة الكهروشمسية.
رئيسة حفظ الطاقة بشركة كهرباء طرطوس المهندسة لما جديد أكدت في تصريح خاص لـ«غلوبال» بأن الطاقة الشمسية تتمتع بمواصفات تجعلها الأفضل من دون منازع لجميع أنواع الطاقات المتجددة الأخرى، فهي طاقة هائلة يمكن استغلالها في أي مكان، وتشكل مصدراً مجانياً للوقود الذي لا ينضب، وهي طاقة نظيفة لا تنتج أي نوع من أنواع التلوث البيئي، لذلك تتجه الأنظار في الآونة الأخيرة إلى استثمار الطاقة الكهروشمسية في محطات كهروضوئية باستطاعات كبيرة لإنتاج الطاقة الكهربائية وضخها إلى الشبكة العامة.
وأشارت جديد إلى أن تكلفة إنشاء هذا النوع من المحطات أقل بشكل ملحوظ من تكلفة إنشاء محطات التوليد التقليدية (بخارية – غازية) بالإضافة إلى سهولة تركيبها وبساطة مكوناتها وعدم الحاجة إلى صيانة، ولا ننسى أن هذه المحطات تعد صديقة للبيئة إذ لا ينطلق منها أي نوع من الغازات الدفيئة مقارنة بالمحطات التقليدية والتي تعد ملوثاً كبيراً بسبب الغازات التي ترافق عملية إنتاج الطاقة الكهربائية.
منوهة إلى أن الحكومة أصدرت مجموعة من القوانين والقرارات المشجعة لهذا النوع من الاستثمارات وأهمها قانون الكهرباء رقم /32/ لعام 2010 والذي يؤكد بأن الكهرباء المنتجة هي من مشاريع الطاقات المتجددة المرخصة التي يمكن ربطها على شبكة التوزيع.
ولفتت جديد إلى أن محافظة طرطوس تعدّ رائدة على مستوى سورية في مجال المحطات الكهروضوئية، وبلغ عدد المشاريع فيها 41 مشروعاً، باستطاعة إجمالية حوالي 27 ميغاواط، ويوجد حوالي 6 مشاريع قيد الترخيص، حيث تم ربط أول محطة كهروضوئية والضخ على الشبكة الوطنية في مدرسة طائر الفينيق باستطاعة 180 كيلوواط وهي أول محطة من نوعها في سورية، ثم توالت المشاريع الكهروضوئية في ظل دعم وتشجيع وزارة الكهرباء وباستطاعات مختلفة وأكبر مشروع كهروضوئي في المحافظة باستطاعة 5 آلاف كيلو واط في قرية بعمرة، وجميع المشاريع المذكورة تضخ طاقة كهربائية على الشبكة الوطنية وفق الأسعار التشجيعية.
وأوضحت جديد أنه بإمكان أي مواطن التقدم إلى الشركة العامة لكهرباء طرطوس بطلب لترخيص محطة شمسية وفق الشروط التي وضعتها وزارة الكهرباء، وبعد الحصول على الرخصة يتم توقيع اتفاقية شراء بين المستثمر والشركة العامة لكهرباء طرطوس وفق الترخيص الذي منح للمستثمر سواء كان بيع الإنتاج الكامل للمشروع أو بيع فائض الإنتاج، إذ يستطيع المستثمر تغذية أحماله من الطاقة المنتجة من المشروع الكهروضوئي نهاراً وبالتالي يستهلك الكهرباء بشكل مجاني والفائض عن حاجته يقوم بضخه على الشبكة وفق الأسعار التشجيعية، أما ليلاً فيغذي أحماله من الشبكة الوطنية، وبالتالي تعد مثل هذه المشاريع مربحة بالإضافة إلى الأهمية البيئية لها من تقليل انبعاث غازات الملوثة للبيئة.
وختمت جديد حديثها قائلة: ريثما يتم تحسن واقع الكهرباء بالمحافظة يجب رفد الشبكة بعدد أكبر من مشاريع الطاقات المتجددة وباستطاعات أكبر، وأهم المعوقات تتمثل بطبيعة المحافظة كون معظم أراضيها زراعية، وهذا أحد المعوقات الرئيسية لتوسع هذا النوع من المشاريع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة