العدادات “موضة” السوق الجديدة… خبير أسواق لـ«غلوبال»: الدفع الإلكتروني غير مقنع وطبع فئات كبيرة غير ميسّر حالياً
خاص دمشق – مايا حرفوش
لم تكن موجودة إلا في البنوك، لكن اليوم نجدها في مختلف المحال، بدءاً من محال “السوبر ماركت” وانتهاءً بالكازيات، هي عدادات النقود التي انتشرت بشكل كبير بسبب ارتفاع الأسعار، حيث زاد الإقبال على شرائها.
باسم صاحب محل لبيع الملابس قال: اضطررت لشراء عدادة نقود، وذلك بسبب المبالغ الكبيرة التي أستلمها من الزبائن، فأقل قطعة يصل سعرها إلى 150 ألفاً، لذلك أصبح من الضروري اقتناؤها لتساعدنا في عد النقود.
صاحب محل لبيع عدادات النقود يؤكد أن أسعارها تبدأ من600 ألف ولها أنواعها كثيرة، وهناك عدادات نقود مع مواصفة كشف تزوير للعملات مزودة بكاشف تزوير مغناطيسي، وتتراوح أسعارها بين 500 ألف إلى مليون ونصف المليون ليرة.
خبير الأسواق محمد حمزة، بين لـ«غلوبال» أن ما يجري في عالم الأعمال اليوم غير منطقي، فيقول التاجر للمورد لدي 120 مليوناً ثمن بضاعتك ولكنها من فئة الـ500 ليرة الزرقاء، فيرد المورد لا استلمها لأن هذا يعني أنني سأقضي ساعات لعدها وخاصةً إن لم تقبلها العدادة، وسأحمل في جعبتي بضعة كراتين من المال وسأضطر لإحضار سيارة.
وهذا يعني خسارة نحو 100 ألف ليرة تقريباً، فيرد التاجر، ما رأيك بإرسال المبلغ عبر تقنيات الدفع الإلكتروني، بلا بعد وبلا عدادة، فيرد المورد، كله إلا الإلكتروني… لا ينقصني دفع المزيد من الضرائب لجهات لم أشاهد منها سوى الجباية على كل ما أشتريه وكل ما أبيعه.
ويتابع الخبير حمزة: لقد وصلت الأسواق إلى ما يشبه الشلل بسبب عدم وجود فئات نقدية كبيرة -وأكبرها الـ5000‐ وفي الوقت نفسه تعمد مصارفنا إلى إخراج فئات كبيرة من الخمسمئة القديمة والزرقاء، وكأنها تتجه إلى عدم طبع المزيد من الخمسة آلاف التي تحتاجها حالياً في دفع ثمن القمح أو التصريف للقادمين إلى القطر أو ربما لتوريد المحروقات.
ويعتقد الخبير حمزة أن طبع عملات من فئة كبيرة جداً قد يشعل الأسواق وتزعزع استقرارها، مؤكداً أن الإقدام على هكذا خطوة ليس بالأمر السهل ويحتاج استقراراً ليس في أسواقنا، بل حتى في الأسواق المجاورة والعالمية التي تتلقى الصدمات تلو الصدمات نتيجة وصول مؤسسات الرأسمالية العالمية مرحلة “التوحش المالي”.
وأضاف الخبير: يبدو سيعاني كل التجار وأصحاب الفعاليات والمحاسبين لفترة مع تلك المبالغ كبيرة الحجم، بل سيحتاج حتى البقال إلى عدادات تعد المال وتتفقده من أي تمزق أو تزوير، علنا نتوصل إلى حلول اقتصادية ناجعة مستقبلاً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة