خبر عاجل
انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن” انضمام نجوم جدد إلى مسلسل “السبع ابن الجبل” السوري عمر خربين يسجّل ثلاثية في الدوري الإماراتي تأهيل 7 مدارس وقريباً تأهيل 9 أخرى… مدير تربية حماة لـ«غلوبال»: تأمين شواغر الاختصاصيين بإعادة الإداريين للصفوف وبالوكلاء البلديات قلقة من الهزّات! الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22.9.2024 معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

العلاقات السورية – العمانية حالة توازن تحكمها المصالح المشتركة

خاص غلوبال- سامي عيسى

العلاقات السورية – العمانية تتمتع بحالة توازن استراتيجي من حيث الشكل والمضمون، ترسم من خلالها أسساً راسخة وقوية تمتد في جذورها لعقود من الزمن، والتي هدفت إلى وضع سياسة تحفظ الاستقرار، وتحقيق الأمن ليس على مستوى الدولتين فحسب، بل على مستوى المنطقة العربية بشكل خاص، والعالم على وجه العموم، وفرض حالة تعاون مشتركة على المستوى الاقتصادي والسياسي تحقق المنفعة المتبادلة، التي تخدم شعبي البلدين..

وبالتالي هذه الصورة في العلاقة رسخها وعمق جذورها الرئيس المؤسس حافظ الأسد خلال زيارته للسلطنة العام 1992، والتي وضعت استراتيجية متكاملة، وآلية واضحة لترجمة هذه الزيارة على المستويات المختلفة، ولاسيما الاقتصادي منها والسياسي،الأمر الذي أوجد العديد من مجالات التعاون المشتركة بين البلدين، وبصورة تتماشى مع مستوى العلاقات السياسية المتطورة،وهذه اشتغل عليها الجانبان من خلال اتفاقيات التعاون المشترك، وتبادل الزيارات الحكومية وغيرها من الفعاليات الاقتصادية والصناعية والتي حققت نتائج إيجابية، تحاكي في مضمونها مستوى العلاقات السياسية المتطورة والمتفهمة لمواقف البلدين ليس على صعيد العلاقة المشتركة، بل على المستوى الاقليمي والعالمي..

والذي عزز هذا التطور في العلاقة الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد في أعوام 2001 وقبلها زيارة العام 2009، وما نتج عنها من مواقف وتعاون مشترك على جميع الأصعدة السياسيةمنهاوالاقتصادية وظهور نتائج إيجابية كانت أكثر وضوحاً خلال الحرب الكونية، التي تعرضت لها سورية والإرهاب الذي ضرب كل مكونات الدولة السورية، بقصد تدميرها وتخريب الدولة وتفكيك بنيتها الاجتماعية المتماسكة، والاقتصادية المتكاملة، حيث وقفت سلطنة عمان قيادة وشعباً مع الدولة السورية ومؤازرتها في كل المجالات وتوحيد المواقف التي تكفل مساعدة الشعب السوري ودعمه في مواجهة كل أشكال الإرهاب الاقتصادي والسياسي والعسكري.

وهذا الموقف المتوازن للسلطنة يشكل حالة امتداد مستمرة للعلاقات التي تطورت وزادت فاعليتها، ورسمت حالة تطور ملحوظة على مستوى العلاقات الاقتصادية وتوقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، دون أن ننسى ما وصلت إليه من تقدم في مجالات الصناعة والصحة والزراعة والتعليم والإعلام وغيرها من المجالات..

واليوم يعود الانتعاش أكثر لهذه العلاقة بصورة أشمل وأوسع بعد الزيارة التاريخية التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد مؤخراً إلى سلطنة عمان في ظل ظروف صعبة للغاية ”حرب كونية وأزمات متلاحقة وكارثة الزلزال“ وغيرها، لترسم ملامح جديدة في مستوى العلاقات وتطويرها بصورة تتماشى مع مستوى العلاقات السياسية، وبما يحقق المنفعة المشتركة للجانبين، وفتح الباب على مصرعيه أمام الأنشطة الاقتصادية وزيادة المبادلات التجارية، إلى جانب كسر الحصار المفروض على بلدنا والعقوبات الظالمة التي أعاقت تطور الحياة، وساهمت في تدني مستوى معيشة المواطن السوري.

فالزيارة هي نقطة تحول كبيرة وممر عبور وانفتاح نحو العالم الخارجي، وعودة متأنية ومدروسة إلى المحيط العربي، وفق رؤية مشتركة يتفق عليها الجانبان السوري والعماني تسمح بعودة النشاط الاقتصادي والمبادلات التجارية، وحرية رأس المال العربي في الانتقال والتنقل للمساهمة في إعادة إعمار ما خربه الإرهاب من بنى تحتية وخدمية وصناعية وغيرها، إلى جانب الاستفادة من إمكانات الدول العربية والصديقة في تجاوز آثار الزلزال وقبلها تداعيات الحرب والحصار الاقتصادي الظالم على سورية وشعبها.

والمدلول الأكثر أهمية في هذه الزيارة ما اتفق عليه الجانبان في تعزيز التعاون الثنائي والنهوض به في كافة المجالات، بصورة تسمح ببناء إيجابيات يستفيد منها الطرفان ليس على مستوى البلدين بل المحيط العربي والإقليمي والدولي أيضاً..

وبالتالي هذه الخطوة ستعقبها خطوات متلاحقة على مستويات سياسية واقتصادية لترجمة مفاعيل هذه الزيارة على أرض الواقع، والأيام القادمة سنشهد المزيد من اللقاءات السورية – العمانية، ولاسيما أن الرئيس الأسد ”اعتبر أنّ عُمان حافظت دائماً على سياساتها المتوازنة ومصداقيتها، وأنّ المنطقة اﻵن بحاجة أكثر إلى دور سلطنة عُمان بما يخدم مصالح شعوبها من أجل تعزيز العلاقات بين الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى“.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *