خبر عاجل
بطولة غرب آسيا.. منتخبنا الوطني يخسر أمام نظيره الأردني اتحاد كرة القدم يعلن تأجيل مباريات دوري الرجال حتى إشعار آخر التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على ريف حماة الشمالي… مصادر محلية لـ«غلوبال»: دحرهم عن السعن وإفشال محاولات تسللهم على محور السعن- الصبورة- المبعوجة حملة تبرعات يطلقها الاتحاد الوطني للطلبة… رئيس فرع الاتحاد بدرعا لـ«غلوبال»: رغبة كبيرة أبداها طلبة الكليات بتقديم المساعدة لأهلنا المهجرين من حلب تجمع وطني دعماً للجيش العربي السوري في ريف دير الزور الشمالي… المشاركون لـ«غلوبال»: متمسكون بأرضنا ووحدة وسيادة وطننا مركزان لاستضافة المهجرين من حلب… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: خطة عمل لتقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بإضافة 50 بالمئة إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين جاهزية قصوى لمرافقها وفروع المؤسسات التابعة… معاون وزير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: المواد الأساسية متوافرة في حماة وكافية لبضعة أشهر بدء استقبل الطلاب المهجرين من حلب… مدير تربية اللاذقية لـ«غلوبال»: توزيعهم وفق رغباتهم وبحسب البعد الجغرافي «الواي فاي» بسرعة 100ميغا… مدير المدينة الجامعية بدمشق لـ«غلوبال»: البداية من المكتبة المركزية ومقهى المدينة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

العنف المتنامي.. إلقاء السكين ورفع الكلمة.. مسؤولية الجميع

خاص غلوبال -دمشق- شادية اسبر

طعنات في منطقة الرقبة والصدر والكتف”، هكذا كتب الطبيب بعد كشفه الأولي على شاب وشابة تم استقبالهما في قسم الإسعاف بمشفى المواساة بدمشق، حالة الاثنين مستقرة، ولا خطورة على حياتهما، بعكس ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي، التي أكدت في خبرها وفاة الشابة، ومحاولة الشاب الانتحار بعد قتلها، هو خبر تم تداوله، ولكن!!.طعنات نفهم أن تكون من عدو، أو سارق، أو مريض مهووس، لكن أن تكون من يد خطيب أو حبيب أو قريب؟! فهذا أبعد ما يكون عن التصديق وفق المنطق العقلي!.واقعياً، تتكرر حوادث الاعتداء بالطعن، أو إطلاق النار، بين الأحبة والأقارب، والأمر لا يقتصر على منطقة، أو بيئة، أو حجم الخلاف، حتى أنه لا يقتصر على بلد بعينه.

تنوعت الأسباب والحالات، في مؤشر خطير على تنامي العنف، وارتكاب جرائم لأسباب بسيطة جداً، كل ذلك تحت مظلة الحداثة، والعولمة، والمدنية، والتطور.في متابعة الخبر وما دار حوله من نقاشات، نقرأ مؤشرين خطيرين، أولهما على المستوى الواقعي، والثاني الافتراضي.

على المستوى الواقعي، وعلى مدى عقود طويلة من الاستقرار الاقتصادي، والسياسي، والأمني في سورية، لم يعتد المجتمع السوري على هكذا جرائم، كنا نشاهدها في الأفلام، ونقرأها في الروايات، وللأسف بتنا نعيشها في يومياتنا، فما الذي اختلف؟ تقول مصادر الشارع الذي جرت فيه الحادثة، أن الشاب والفتاة في حدود الخامسة والعشرين من عمريهما، وهما خطيبان، وتؤكد المصادر الطبية أن الطعنات سطحية.

ربما ارتجفت يد الخطيب “الجاني” وهي تمتد بسكين على جسد الحبيبة “المجني عليها” ـــ الجاني والجانية هنا وفق المتداول ـــــ حيث لا تفاصيل مؤكدة، لكن السؤال كيف استطاع عقله وقلبه أن يتفقا على هذا السلوك العنفي الإجرامي، مهما كان حجم الخلاف بينهما؟كيف سينظران في وجه بعضهما بعد اليوم؟ وما تبعات ذلك على أسرتيهما.

كل شيء اختلف، فنحن نعيش وسط كم كبير من العنف، الذي يطاردنا في تفاصيلنا اليومية، من التعليم، إلى أسلوب التربية في المدارس والمنازل، اختلفت مفاهيم المجتمع، والأدب، والعلوم، والفن، والكتابة، والدراما، وانقلبت المصطلحات، فالإجرام رجولة، والضحية مستفزة مذنبة، والفساد شطارة، والسرقة والنهب تجارة وسوق، والأخلاق دقة قديمة، والالتزام غباء، والطيبة والعطف ضعف نفسي، حتى موضة ملابسنا الممزقة حالة عنف، فهي توحي بتعرض الشابة أو الشاب لمعركة كبيرة خرج منها ممزق الملابس، حالة غزو ثقافي مرعبة نتعرض لها، ونحن نفتح لها ذراعينا، ونسلّمها أولادنا مع ابتسامة.

على المستوى الافتراضي، اعتاد مروجو الأخبار في هذا العالم الأزرق، على تهويل الأحداث في بورصة رفع أعداد المشاهدات واللايكات، دون الاكتراث لتأثير ذلك نفسياً ومجتمعياً ــــ عمداً أم بغير قصد ــ هم أداة للدعاية السوداء، والصحافة الصفراء، كأهم أدوات الحرب على مجتمعاتهم، فالخبر ينتشر كالنار في الهشيم، وكل ناقل يضيفه “بهاراته” الخاصة. لم يعد للنقاش دور في حواراتنا، الكل يتجه نحو العنف إلى الحد الأقصى، ولم تعد الحلول سلمية حتى لأبسط مشكلاتنا، فالكل تحت ضغط نفسي اقتصادي واجتماعي، ضغط أثر على السلوك الفردي والجمعي، وظاهرة العنف المتنامية يجب أن تكون محط اهتمام أسري ومجتمعي، والأهم اهتمام رسمي قانوني وتأهيلي، والجهود يجب أن تكون متضافرة ومتكاملة، لأن إهمال هكذا ظواهر خطيرة، أو تجاهلها وغض الطرف عنها، واعتبارها حوادث فردية، سيدفع الجميع ثمنها باهظاً، ولن يسلم أحد من نارها.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *