الغرق في التضخم…”وتنتيفات” الدعم لن تسعفكم
خاص غلوبال – هني الحمدان
تواجه وواجهت دول العالم التحديات التضخمية والغلاء بعدة طرق، كانت تبعاتها بعيدة كل البعد عن المواطن، وفي ظل التوقعات، فإن موجات التضخم مستمرة في ظل بقاء أحداث تضرب بقوة على صعيد الساحة العالمية،وفي ظل عدم تبيان أي نسبة وصل لها التضخم، أو أن الحكومة قادرة على الإعلان عن مستواه وتوقعاتها عن الفترة المتوقعة لانحسار آثاره، وما طرائقها للتخفيف مما قد يحصل اليوم من تبعات حولت حياة البشر إلى واقع صعب جداً، مافعلته اختارت الطريق السهل عليها، عبر التفتيش عن زيادة فرض الأعباء والفواتير على المواطن وتدعي أنها تدعم المواطن، بوقت عم تسحب بساط كل الدعم الذي لم يصف سوى اسمه “الدعم الحكومي”هنا أين الدعم؟.
اليوم استبعدت شرائح واسعة من الدعم وقبلها أيضاً، فماذا بقي من الدعم، دعم السكر والأرز أين هو ياترى،أم دعم المازوت والغاز، أم دعم النقل والزراعة؟؟.
في ظل ماتشير إليه التوقعات وفي وسط الأحداث العالمية، فالتضخم مستمر كون الضغوط والمسببات قائمة، وهذا يعني تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار وتراجع مستوى معيشة المواطن وارتفاع نسبة البطالة والفقر.
دول أخذت مسارات عمل وتدخلت للتخفيف سواء في إنتاج بدائل وتكثيف حلقات الإنتاج والتصنيع، وإجراءات ذات مرونة على صعيد السياسة النقدية، واعتماد سياسات ضبط الإنفاق، والتوجه نحو مشاريع مدرة للعوائد سريعاً، ودول غرقت بمشكلاتها ومافعلته اتخاذها إجراءات انعكست سلباً على معيشة مواطنيها لقصور خططها وإجراءات تدبرها، وأمام هذا الواقع فاستيراد الطاقة في سورية ستستمر وتائره وتالياً العبء قائم، وكل إجراءات الحكومة وقراراتها رفع الخدمات وأسعار منتجاتها وتشطيباتها المستمرة لشرائح من الدعم لن تجد نفعاً، ولم تتمكن من سد جزء من الأعباء وربما التقليل من حجم الخسائر، فجل القرارات الحكومية حيال الدعم قاصرة ولم تكن مدروسة بشكل سليم.
وهنا السؤال: إذا كان الوفر الذي تأتى من رفع الدعم عن شرائح من المواطنين المرة السابقة لم يكن ويوازي حالة البلبلة التي حصلت، فكم ستحصل الحكومة اليوم وفراً من استبعاد شرائح جديدة..؟.
آليات عملكم خاطئة، وإصداركم لقرارات لم تأخذ القسط الكافي من النقاش والدراسة وتوقعات الأثر لن تجر سوى زيادة الفقر والبطالة وقلة الإنتاج، ومزيد من التخبط والبقاء في نفق المراوحة في المكان..!
مواجهة التحديات الناجمة عن التضخم ينبغي ألا تقتصر على السياسات قصيرة الأجل، بل لابد من تبني حزمة متكاملة من السياسات المتناغمة التي تقلص الآثار السلبية لارتفاع الأسعار وتساهم في تعزيز قواعد التنمية المستدامة والاعتماد على الذات.
دامت سياساتكم وقراراتكم داعمة للتضخم، وبهذه الطرق من الصعب أن تجدوا مخرجاً يخفف من ويلات التضخم والأسعار التي أحرقت كل شيء،”شيلووو الدعم وريحو الغلابة“..!
طريقك الصحيح نحو الحقيقة