الفروج “نجم الساحة” يهدد أمن الأسرة الغذائي… وسياسة “الصمت” والتأخير بإنقاذ قطاع الدواجن يثير الريبة ..؟!
خاص شبكة غلوبال الإعلامية – رحاب الإبراهيم
لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع أنباء متشائمة عن انهيار قطاع الدواجن، مع انذارات مهددة بخروج مداجن جديدة عن الخدمة بعد خسائر متتالية يمنى بها المربين بفعل غلاء الأعلاف والمحروقات وموجة “الشوب”، التي زادت الطين بلة، لكن “الأدق رقبة” تلك التكهنات والتوقعات التي ترمى جزافى أو عن سابق تصميم حول ارتفاعات جديدة بأسعار الفروج والبيض، ما يصب الزيت على النار ويتسبب في انتكاسات إضافية يدفع ثمنها المربي والمواطن لصالح تجار يجيدون اللعب على وتر الأزمات، من دون اتخاذ خطوات تكف بلائهم عن المس بالأمن الغذائي، الذي يعد قطاع الدواجن أحد أهم عوامله، فمنتجاته كانت تغطي حاجة السوق المحلية من البيض والفروج وبأسعار مقبولة مع تصدير الفائض إلى الخارج.
حال قطاع الدواجن، الذي يعد نجم الساحة اليوم، بات معروفاً وبيناً، ولا يحتاج إلى اختراع الدولاب من جديد لمعالجة شؤونه، وخاصة أن أهل هذه المهمة والقائمين على إدارة ملفه رفعوا الصوت عالياً منذ سنوات لإنقاذه والحيلولة دون الوصول إلى الوضع القائم، لكن للأسف صمت الأذان عن سماعها مع إتباع سياسة “تطنيش وتطفيش” غير مبررة ساهمت في تأزيم قطاع حيوي يفترض دعمه بكل السبل بدل الاضطرار إلى استيراد الفروج المجمد أو السماح للمهربين الدخول على الخط وجني مليارات الليرات عبر تمرير فروج وبيض مهربان غير مراقبان صحياً ومصدرهما مجهول، ما يضر بصحة المواطن ويهدد قطاع الدواجن، ما يزيد من مشاكله المتزايدة، التي تحتاج إلى معالجة مدروسة وقرارات جريئة تدعمه وخاصة أن هذا القطاع يشغل آلاف الأسر ويطعم ملايين السوريين.
المعالجة السليمة لقطاع الدواجن تبدأ من تنظيم واقع هذه المهنة المعروفة بعشوائيتها باعتراف أهل الكار أنفسهم، وتخفيف الرسوم على المداجن الساعية إلى الحصول على التراخيص ومنح المربين قروض ميسرة والاعفاء من الضرائب لفترة زمنية معينة ريثما تقلع المداجن من جديد، ضمن استراتيجية دعم الانتاج الزراعي التي كانت مطبقة قبل سنوات الحرب تنفيذاَ لسياسة الاعتماد على الذات وحماية الأمن الغذائي، وهذا أمر يعمل على تداركه بقرب إصدار قرار بهذا الخصوص، كان يتوقع اتخاذه منذ مدة، لكن التأخير ظل سيد الموقف، ويخشى المربين المماطلة أكثر، متسبباً ذلك بزيادة ورطة هذا القطاع الهام، الذي يحتاج إلى تفكير من خارج الصندوق، وهذا ما لم يحدث حتى الآن باستثناء التوجيه بتأمين الاعلاف محلياً عبر زراعة الذرة الصفراء، التي لن نشهد ثمارها هذا العام لعدم توافر مستلزمات تصنيعها كالمجففات.
إعادة الفروج والبيض إلى سلم استهلاك الأسرة، يفرض اعتبار انقاذ قطاع الدواجن ضرورة ملحة لحماية الأمن الغذائي والاقتصادي، ما يتطلب “فزعة” من الحكومة والقطاع الخاص، والتعاون معاً لإيجاد خارطة عمل تنصف المربين والمواطن والخزينة، هذا ليس بمستحيل عند تواجد إدارات كفؤة ومرنة وقادرة على إنتاج حلول واقعية، تتركز على استعداد المربين للعمل والانتاج وتعهدهم بتأمين الفروج والبيض بسعر التكلفة عند توفير مستلزمات الانتاج بأسعار منطقية، وهذا فيه مصلحة الجميع وليس أهل الكار فقط، وهنا نتساءل بلسان حال كل مواطن ومربي:
ما أسباب التأخير باتخاذ إجراءات تمنع انهيار قطاع الدواجن بعد الخلل الكبير في الأسواق جراء غلاء الفروج والبيض الجنوني؟
ولماذا يلتزم المعنيين سياسة الصمت أمام هذا الواقع الصعب، الذي ندفع ضريبته من جيوبنا وصحتنا؟
وهل سنرى استجابة قريبة لطلبات المربين وصراخ المواطن على نحو يقوم حال قطاع الدواجن ويعيد أسعار منتجاته إلى مستويات متوازنة؟
أم أن رمي الكرة في ملعب الحصار والإمكانات القليلة ستحضر كالعادة في ضربة موجعة جديدة تصيب اقتصادنا، المنهك بفعل حرب لعينة وفشل ذريع في إدارة قطاعاته المنتجة!
طريقك الصحيح نحو الحقيقة