الفساد و الأمل بالخلاص!
خاص شبكة غلوبال الاعلامية _ بقلم سامي عيسى
لم تعد حياتنا مسرحاً آمناً نعيش فيه،ولم تعد مهمة لنا كأشخاص،بقدر ما تهمنا كطبيعة فيها الكثير من اختلاط الحالات الانسانية بالاقتصادية والاجتماعية التي أثقلت كاهلنا وخاصة لجهة مايهم معيشتنا وحياتنا اليومية المكتظة بمشكلات خلفتها حرب السنوات الماضية،وزاد من قساوتها الحصار الظالم على بلدنا، وما أفرزته من ثقافة هي الأشمل والأوسع من غيرها، والتي تكمن في ثقافة الفساد وخاصة ما يتعلق بأمور المال، وهنا لم يعد وحده سرقة المال العام مؤشراً للفساد، ولم تعد ثقافته مقتصرة على جانب معين في الحياة، بل دخل الكثير من مفاصل الحياة اليومية وبصور مختلفة، ويكاد لا يخلو مكون عام أو خاص إلا ويحظى بنصيب كبير منه..!
وبالتالي هذه الصور مختلفة من حيث الطبيعة والأداء، لكنها متفقة من حيث الحجم وحتى الأشخاص، فهناك فساد الإجراءات والروتين وآخر في ممارسة قواعد القانون، لكن الأشد خطورة سرقة المال العام ، وهذه ليست وليدة الساعة بل تعود لعقود مضت، غياب سلطة المحاسبة شجع على استمرارها وتفاقمها..!
وبناء عليه نستطيع التفريق بين فساد في سرقة الأموال وبين فساد الإجراءات، دون التقليل من أهمية الأخير لأن الاثنين يؤديان دوراً واحداً، على اعتبار تعطيل العمل والتأخير هو بحد ذاته قيمة مالية تهدر ومحسوبة من نتائج العمل..!؟
لذا نجد أخطر أنواع الفساد يكمن في بعض المفاصل التي تحقق إيرادات الدولة والداعمة لخزينتها، أهمها قطاع الضرائب الذي يتهرب منه غالبية المنشآت على اختلافها وتنوعها، والطرق الملتوية التي يستخدمها المكلفين للهروب، مع الأسف الشديد بمعرفة ومساعدة بعض القائمين على تحصيلها وتقديم التبريرات والحجج مستغلين بذلك ثغرات القوانين، أو الظروف وتسخيرها للمصلحة الشخصية..!
وبالتالي ما يحصل تم مخالفاً لكل القوانين الضريبية التي ضمنت الحقوق العامة والخاصة في كل تكليف ضريبي، لكن هذا التهرب لا يقتصر على مكلفي المالية فحسب، فهناك المزيد منه في ميدان الرسوم الجمركية بدليل أسواقنا المحلية وما تحتويه من مواد وسلع مهربة هي مرمى أعين الجميع..!
والأخطر ما في الأمر أن بعض المؤتمنين على المال العام يبدعون ويتقنون بالأساليب، ويقدمون الحجج ويستغلون الظروف لتكوين الثروة على حساب خزينة الدولة والصالح العام، والأهم تعزيز ثقافة الفساد، وتوفير البيئة المناسبة التي تسمح بالسرقة، دون أن ننسى قصور بعض الإجراءات الحكومية في أعمال المكافحة، إلا أنها لم ترقى لمستوى خطورته، وهذه أهم مقومات بيئة انتشاره، فهل ننتظر طويلاً للخلاص منه وبيئته على السواء؟
كلنا ينتظر، والأمل أكبر من الإنتظار.!!
طريقك الصحيح نحو الحقيقة