خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | محلي | نيوز

الفساد يزدهر مع تطور التكنولوجيا!!


 
خاص غلوبال ـ علي عبود 


أوحت الجهات الحكومية على مختلف مسمياتها ومتدرجاتها أنه بالأتمتة والفوترة، ومنع تدخل العامل البشري ستجتثّ الفساد في المواقع التي تستنزف خزينة الدولة بالمليارات كالمحروقات والدقيق، والسكر والرز..الخ.


وانتظرنا بدء التطبيقات التكنولوجيا التي بشرتنا الجهات الحكومية أنها الدواء الشافي للمرض المستعصي المسمى الفساد، ولكن بعد أشهر من تطبيق تكنولوجيا الضبط والمراقبة والتتبع اكتشفنا أن السوق السوداء التي تديرها مافيات محترفة ومتنفذة كالمحروقات ازدهرت أكثر فأكثر!


وها هو وزير النفط والثروة المعدنية يقولها بكل صرحة ووضوح: (هناك تطور بحالات الفساد مع تطور الأتمتة)!
وهذه المعلومة تكشف أن التكنولوجيا لوحدها غير كافية لمكافحة الفساد، فلدى مافيات الفساد قدرة على تطوير أساليب عملها بما يتيح لها اختراق أليات ومنظومة التقنيات المطبقة ضدها، والدليل ازدهار السوق السوداء للمحروقات بدلا من تقزيمها وتطويقها وحصارها وصولا إلى اجتثاثها من جذورها!!


لا يكفي أن يعلن وزير النفط، أو وزير التجارة الداخلية، عن وجود الفساد في قطاع المحروقات وتوزيعها، ولا يكفي الكشف عن ضبط حالات من تهريب المحروقات سواء كانت قليلة أو كثيرة جداً، فالمؤكد ان الكميات التي تضخها مافيا المحروقات، التي أعلنت عن وجودها نقابة عمال النفط منذ أكثر من خمس سنوات، هي كميات ضخمة تكفي لدوران عجلات المعامل الكبيرة والصغيرة للصناعيين، ولكل من يقدر على شرائها كي لا يتوقف عن العمل والإنتاج و.. التدفئة!
ولعل أحد مظاهر الالتفاف على نظام المراقبة  الـ(جي بي إس) قيام سائق بتركيب 6 أجهزة بسرفيس واحد ليستجر مخصصات 6 سرافيس لبيعها يوميا في السوق السوداء!


وعلى الرغم من كل الأساليب سواء التقليدية المطبقة سابقا، أم التكنولوجية المطبقة في الأشهر الأخيرة فإن سائقي الصهاريج وأصحاب محطات الوقود مستمرون بنهب المحروقات وضخها في السوق السوداء.


ونتفق تماما مع ما قاله وزير النفط (طالما هناك مادة عليها طلب وسعرها في السوق أعلى فسيكون هناك حالات فساد) وبالتالي مهما اشتدت حملات الضبط والمراقبة والمصادرة..الخ فلن تتوقف مافيا المحروقات عن تزويد السوق السوداء بالمازوت والبنزين والغاز، وخاصة أن الفعاليات الصناعية والزراعية والحرفية والمهنية لا يمكنها التوقف عن العمل بانتظار قدوم ناقلات النفط وتكرير حمولاتها وتوزيعها لمن يحتاجها ويستحقها..الخ!


وقول وزير النفط بأنه (لا يمكن لدولة أن ترصد كل القطع الأجنبي المتاح لهذا القطاع.. فهناك القمح والأدوية والأسمدة إضافة إلى طيف واسع للاقتصاد يحتاج للقطع الأجنبي) صحيح 100%، لكن ما قاله الصناعيون بأن (المعامل الكبيرة لا تستطيع التوقف عن العمل وانتظار المشتقات النظامية) هو أيضا صحيح 100%.


وقد وصف الصناعي المهندس فارس الشهابي الواقع كما هو(معظم الصناعيين و انا منهم يشترون المازوت مكرهين من السوق الحر و بأسعار خيالية لعدم توفره كما يجب بشكل نظامي.. و اذا لم يفعلوا ذلك يتوقف انتاجهم وتصديرهم ويصبحون هم وعمالهم في الشارع)!


ومن الملفت والغريب جدا أن وزارة التجارة الداخلية لم تجد من وسيلة ترد فيها على عجزها عن قمع المتاجرة بالمحروقات سوى التهديد والوعيد وبتحذير(كل منشأة أو فعالية تستجر مشتقات نفطية من السوق السوداء، ولا تبلغ عن البائع، تعتبر شريكاً في الاتجار غير المشروع بالمشتقات النفطية، ويطبق عليها المرسوم التشريعي رقم 8 لعام 2021)، وكأنّ الوزارة تقول لجميع المنتجين: لن نزودكم بالمحروقات، وممنوع عليكم شرائها من تجار السوق السوداء، ولكي تتجنبوا العقوبة الجرمية أغلقوا معاملكم بانتظار قدوم التوريدات!
ويمكن لأي متضرر ماديا بمئات الملايين من الصناعيين والمنتجين أن يرد على وزارة التجارة: صادروا محروقات السوق السوداء ووزعوها على مستحقيها بأسعار غير مدعومة!


الخلاصة: لا الأتمتة ولا أي تكنولوجيا متطورة ستمنع مافيا المحروقات من تجاوزها واختراقها بأساليب متطورة طالما يوجد شحا في المادة، وبما أنه ليس لدى الدولة القدرة على تخصيص القطع الأجنبي لاستيراد ما يكفي القطاعين الصناعي والزراعي من المحروقات، فلتترك جزءا من هذه المهمة للقطاع الخاص كما فعلتها مع الأسمدة والأعلاف!!

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *