خبر عاجل
انضمام نجوم جدد إلى مسلسل “تحت الأرض” عدسة غلوبال ترصد بلوغ حطين لنهائي درع الاتحاد لجنة الانضباط والأخلاق تصدر عقوباتها حول مباريات درع الاتحاد لكرة القدم عدوان إسرائيلي على مواقع عسكرية في المنطقة الوسطى على حساب جبلة.. حطين يبلغ نهائي درع الاتحاد لكرة القدم موعد سفر بعثة منتخبنا الوطني الأول إلى تايلاند عدم توفير المازوت يرهق أصحاب الأفران الخاصة… رئيس جمعية الخبز والمعجنات بالسويداء لـ«غلوبال»: تلقينا وعداً بإيجاد الحل إجراءات احترازية… مدير الشؤون الفنية بشركة الصرف الصحي في اللاذقية لـ«غلوبال»: صيانة وتعزيل الفوهات المطرية والسواقي المكشوفة انتهاء أعمال صيانة الأوتوستراد الدولي…مدير المواصلات الطرقية بدرعا لـ«غلوبال»: نسعى لرفع سوية وجودة الواقع الخدمي للطرق الرئيسية 194ألف وافد عبر معبر جديدة يابوس… عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لـ«غلوبال»: استقبال 90 وافداً بمركز الإقامة بحرجلة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الفيتو الأمريكي تمديد لرخصة الإجرام ضدّ الإنسانية

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

لم يكن الأمين للعام للأمم المتحدة يتوقع أن يصحو الضمير الأمريكي عندما ألقى كلمته في مجلس الأمن يوم أمس الجمعة، وخاصةً عندما أورد إحصائيات صادمة حول حجم المأساة الإنسانية التي يعانيها أكثر من مليوني إنسان في منطقة منكوبة لا يوجد فيها متر مربع آمن.

غوتيريش يعلم وهو يعتصره الألم أن السبعة عشر ألف ونيف من الضحايا في غزة- منهم سبعة آلاف طفل- لم يقتلوا عن طريق الخطأ أو بالصدفة، وإنما قتلوا بأسلحة أمريكية وبقرار أمريكي، ولم يُقتلوا لأنهم على جبهات القتال وإنما قُتلوا وهم في بيوتهم أو في المشافي التي دمرتها “إسرائيل” أو في المساجد والكنائس التي ظنّ سكان غزة أنها مناطق آمنة كما تقول قوانين الحرب التي تظاهر الرئيس الأمريكي بايدن مرات عديدة بأنه قد أوصى نتنياهو وحكومته المتطرّفة  بحماية المدنيين فيها، في وقت كان يعطيه الضوء الأخضر من تحت الطاولة ومن فوقها لإتمام هذه المجزرة وقصف مدارس الأونروا حتى لو كانت لمنظمة يحميها القانون الدولي، فالقانون الدولي في جيب أمريكا المتعفنة ولايهم إن قتل الفلسطينيون والعاملون التابعون للمنظمات الدولية.

غوتيريش استخدم حقه كأمين عام لهذه المنظمة الأهم للبشرية في تفعيل المادة 99 وللمرة الثانية في تاريخها، لأن ما يجري في غزة أدمى قلبه كما أدمى قلوب ملايين بل مليارات البشر حول العالم، وتوقع أن يحرج الولايات المتحدة ولو لمرة في تاريخها الإجرامي كي لا تعارض القرار المقدّم إلى مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية الكافية لشعب غزة الذي لا يقتله السلاح الأمريكي والقصف الإسرائيلي فقط، وإنما يقتله الخوف والجوع والبرد وانتشار الأمراض والأوبئة أيضاً.

غوتيريش ومعظم من حضر اجتماع من مجلس الأمن في جلسته الأخيرة يدرك مدى تأثير هذه الحرب التي لم تحترم أي قانون أو عرف في  تهديد الأمن والسلم الدوليين، وأنها قد تتسبب بتوسع دائرة الصراع المسلّح وتزيد من مآسي البشرية، لكن “إسرائيل” ومن خلفها ومن أمامها وعلى يمينها ويسارها إدارة بايدن المتصهينة تعتبر أن كلام الأمين العام للأمم المتحدة لا قيمة له، وأن حرب الإبادة والتهجير القسري للسكان سوف تستمر حتى يشبع هؤلاء المجرمون من سيل الدماء النازفة، لابل أكثر من ذلك فإن وزير خارجية “إسرائيل” قال في معرض ردّه على غوتيريش أول أمس الخميس، إن “بقاء الأمين العام للأمم المتحدة  في منصبة يهدد الأمن والسلم الدوليين”.

لقد كان استخدام أمريكا للفيتو ضدّ قرار لوقف إطلاق النار في حرب إبادة تنفذها “إسرائيل” منذ شهرين ونيف وبحلف غربي غير معلن تأكيد على الاستخفاف الأمريكي بالرأي العام العالمي وبالقانون الدولي وبميثاق الأمم المتحدة، مع التأكيد على أن أمريكا و”إسرائيل” ستتوقفان عن إطلاق النار بعد أسابيع، ولكن لن يكون ذلك امتثالاً لقرار من مجلس الأمن لأن مجلس الأمن بالنسبة لهم هو مجرّد هيكل لا تأثير له، ولاينفذون أي قرار من قراراته إلا إذا كان يخدم مصالحهم ويتوافق مع سياساتهم العدوانية الاستباحية.

معظم الكلمات التي تم إلقاؤها في مجلس الأمن يوم أمس، كانت مع وقف حمام الدم في قطاع غزة، وكرّرت الكثير مما ذكره غوتيريش في كلمته المؤثّرة والموثقّة بالأرقام عن حجم المأساة الإنسانية وعن حجم الوحشية الإسرائيلية المدعومة باللؤم الأمريكي، لكن ذلك لم يحرك ضمير بايدن ولم ولن يغير من النزعة الإجرامية المتأصّلة في نفوس القادة الأمريكيين الذين بنوا كيانهم  قبل مئتي عام، وبنفس الوحشية على جماجم السكان الأصليين لأمريكا بعد حرب إبادة تتكرّر الآن في غزة.

فهل يستطيع العالم معاقبة أمريكا أو الوقوف في وجهها، أم سيتوجه باللوم إلى بعض فصائل المقاومة في سورية والعراق واليمن ولبنان لمجرد أنها تستهدف القواعد والمصالح الأمريكية، أم باتوا يعتبرونها أقل ما يمكن أن يفعله أصحاب الضمير في هذه الظروف العصيبة؟.

لم يفشل مجلس الأمن في إصدار قرار يوقف إطلاق النار ويرضي مئات الملايين من البشر الذين يتألمون ويتضامنون مع المنكوبين في قطاع غزة، بل تم إفشاله عن سبق إصرار وترصّد من الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت سياساتها تهدد الأمن والسلم الدوليين وتقود العالم باتجاه الهاوية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *