القروض التنموية أسست لمئات المشروعات الصغيرة بالسويداء…رئيس صندوق السلف لـ«غلوبال»: عدد المستفدين 28 ألفاً
خاص السويداء – طلال الكفيري
يبدو أن القروض التنموية والممولة من الأمانة السورية للتنمية كانت بمنزلة المفتاح التأسيسي لمئات لمشروعات الصغيرة لأبناء الريف في محافظة السويداء، التي حققت لهم إكتفاءً ذاتياً وايراداً مالياً دائماً، وفرص عمل لمئات الأسر.
عاطف الأوس أحد المستفدين من القروض أكد لـ«غلوبال» أن القروض التنموية كانت الدواء العلاجي لداء البطالة، فمن اشترى خمسة رؤوس من الأغنام عام 2011 الآن أصبح لديه أكثر من 15 رأساً، ومن اشترى آلة خياطة حينها، الآن بات لديه مشغل صغير.
وبالنسبة لمشروعه ألا وهو وحدة التصنيع الغذائي، نوه الأوس إلى أنه لولا القرض التنموي البالغ 400 ألف ليرة دون أي فوائد ربحية، لما استطاع أن يضع اللبنة الأولى له الذي أصبح فيما بعد مشروعاً منتجاً ناجحاً، وباباً تصريفياً لإنتاج مربي الثروة الحيوانية من الحليب في تلك المنطقة، فالمشروع الذي بدأ بأربعمئة ألف ليرة تبلغ تكلفته حالياً أكثر من 30 مليون ليرة.
ويرى مستفدون آخرون بأنه جاء القانون رقم 8 الصادر عام 2021 ليضخ روح الحياة بالمشروعات المتوقفة من جراء الظروف التي عصفت بالبلد حينها، ويساهم بشكلٍ كبير في تطوير المشروعات القائمة، من خلال تسهيل الحصول على قروض من مصارف التمويل الأصغر، والتأسيس لإقامة مشروعات تنموية، فالقانون جاء ملبياً لاحتياج شريحة واسعة من أصحاب المشروعات الصغيرة، وخير مثال على ذلك مشروع زراعة الثوم في قرية كفر اللحف، إضافة لمئات المشروعات الأخرى (ألبان، أجبان، تربية المواشي والدواجن، الري بالتنقيط..).
وفي هذا السياق أوضح مسؤول المنح واللجان في مكتب التنمية بالسويداء وليد الحمود لـ«غلوبال» أن ولادة برنامج مشروعي أبصرت النور في الشهر الخامس من عام 2011 وكان بـ 5 صناديق تشغيلية، إذ تم استهداف 12 قرية حينها وهي الأشد فقراً وذلك بغية شراء أبقار وأغنام ودواجن وآلات خياطة ولينطلق بعدها المشروع على كل قرى المحافظة ليطول 126 قرية.
مضيفاً: استفاد من هذه المنح الممولة من الأمانة السورية للتنمية، منذ انطلاق المشروع وحتى تاريخه حوالي 28549 مستفيداً، علماً أن القيمة المالية للمبالغ الممنوحة للمستفيدين وصلت منذ انطلاق المشروع وحتى تاريخه إلى حوالي مليارين و464 مليون ليرة.
منوهاً إلى أن هذه القروض كان لها الفضل الأكبر في دعم الدخل المالي للأسر المستفيدة من القروض، وتالياً تحسين واقعها الاقتصادي، والمتتبع لتنفيذ هذه القروض سيلحظ أن 85% منها منفذ في مكانه الصحيح، ومن هذه التجربة الناجحة بامتياز نستنتج أنه مهما كانت ميزانية القروض صغيرة فإرادة العمل تصنع المستحيل.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة