خبر عاجل
هل يلمس المواطن تغيراً؟ انفراجات بأزمة النقل… عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة ريف دمشق لـ«غلوبال»: تخصيص طلب تعبئة إضافي من المازوت يومياً شكاوى من تراكم القمامة في يلدا… رئيس البلدية لــ«غلوبال»: الترحيل يتم بشكل منتظم ومواعيد محددة وفرة الإنتاج تنعش سوق التمور بالبوكمال… مدير الإنتاج النباتي بزراعة دير الزور لـ«غلوبال»: المنطقة تشتهر بجودة الأصناف ردعٌ سرمدي… رغم الاستهتار والإجرام الفلاح يعاني تذبذب سعر الزيت غير المبرّر… عضو لجنة المعاصر لـ«غلوبال»: التسعيرة اعتُمدت بـ 575 ليرة في حمص ونطالب بمعايير لإنشاء وضبط المعاصر نجوم الفن في سورية يدعمون لبنان “برداً وسلاماً على لبنان” درع الاتحاد.. الكرامة يحسم ديربي حمص لصالحه والوحدة يتغلّب على الشرطة رفع للجاهزية الطبية على معابر القصير مع لبنان… رئيس دائرة الجاهزية بصحة حمص لـ«غلوبال»: استنفار للكوادر والمشافي حريق في جامعة تشرين…قائد فوج الإطفاء لـ«غلوبال»: التدخل السريع حال دون توسع الحريق
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

المأزق الأمريكي..!

خاص غلوبال ـ علي عبود

أوقعت أمريكا نفسها في مأزق لن تستطيع الخروج منه بسهولة في الأمد المنظور، وقد تفاقم هذا المأزق تدريجياً مع إصرار الإدارة الأمريكية، وتحديداً حكومتها العميقة على رفض وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة قبل القضاء على حركات المقاومة التي تدعمها إيران في مواجهة “إسرائيل”، وهذا الأمر ظهر واضحاً ووقحاً بتمريرها مؤخراً للقرار “الإسرائيلي” في مجلس الأمن الذي لم ينص صراحة على وقف لإطلاق النار، ولا على انسحاب جيش العدو من غزة.

ويُمكن الجزم إن المأزق الأمريكي وصل إلى مرحلة حرجة جداً بعد عملية طوفان الأقصى إثر انخراط محور المقاومة في المواجهة المباشرة مع “إسرائيل” وداعميها في حلف الناتو، وربما دخل المأزق الأمريكي إلى مستوى غير محسوب بعد الرد الإيراني المباشر في العمق “الإسرائيلي”.

لانبالغ بالقول إن “البلطجة الإسرائيلية” من جهة، والعنجهية الأمريكية من جهة ثانية، والاستخفاف بالقدرات الإيرانية من جهة ثالثة..إلخ، أوهمت الإدارة الأمريكية أن عملية طوفان الأقصى هي الفرصة للقضاء نهائياً على حركات المقاومة، والبدء بحقبة التطبيع مع العدو ونهب غاز المنطقة ليكون البديل للغاز الروسي، وللتفرغ للحرب في أوكرانيا وفتح جبهة حرب جديدة في مواجهة الصين.

ماحدث لاحقاً أن “إسرائيل” أخفقت رغم الجسر العسكري الجوي الأمريكي الذي ينقل أفتك الأسلحة المحرمة دولياً بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، كما أخفقت أمريكا بعدم فتح جبهة لبنان أولاً، وأخفقت بإغلاقها لاحقاً، بل فوجئت بفتح جبهة لم ترد في خططها وهي جبهة البحر الأحمر من جهة، وبوصول الصواريخ والمسيرات العراقية واليمنية إلى العمق الإسرائيلي من جهة أخرى.

وبدا واضحاً خطورة المأزق الأمريكي بعد الرد الإيراني، فالرئيس الأمريكي يعلن من جهة أنه يدعم “إسرائيل” عسكرياً ودبلوماسياً، لكنه يؤكد لرئيس حكومة العدو من جهة أخرى “أن واشنطن لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران”.

نعم، إنها المرة الأولى التي تشعر فيها “إسرائيل” بالعجز بفعل المأزق الأمريكي الذي ظهر بعد إخفاق الغرب في هزيمة سريعة لروسيا في أوكرانيا، وقد تعمق هذا العجز بسبب عدم القدرة على فتح جبهة توتر ـ إن لم يكن إشعال حرب ـ في البحر الصيني، ووصل المأزق الأمريكي إلى ذروته بعد صمود المقاومة الفلسطينية، وبعد (الرد الإيراني) الذي فاجأ العالم مثلما فاجأ “الإسرائيلي” والأمريكي.

صحيح أن الأمريكي حشد الأساطيل والبوارج في البحر المتوسط واستنفر قواعده العسكرية في المنطقة، وأقام جسراً جوياً لإمداد “إسرائيل” بالسلاح والطائرات والقنابل المحرمة دولياً، وهدد محور المقاومة كي لاتفتح جبهات قتال تساند قطاع غزة وتمنع “إسرائيل” من الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية للقضاء عليها سريعاً..إلخ، لكنه أخفق في كل مافعل، فالأساطيل لم تخف محور المقاومة الذي ترجم سريعاً وحدة الساحات، وكانت المفاجأة اللامتوقعة جبهة اليمن التي أربكت الأمريكي “والإسرائيلي” والكثير من الأنظمة العربية.

ونتيجة للمسارات المفاجئة وتحديداً الضربة الإيرانية في العمق “الإسرائيلي”، فإن الأمريكي في مأزق حرج جداً، هو لن يتوقف عن دعم “إسرائيل”، لكنه غير مستعد لإشعال حرب شاملة تستهدف محور المقاومة لأنه غير متيقن من انتصاره فيها، وخاصة أنه بدأ يحصد نتائج سلبية من حربه في أوكرانيا ضد روسيا.

وما زاد من المأزق الأمريكي، وسيزيده تأزماً في القادم من الأيام، الاجتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية ضد “إسرائيل”والتي تتزايد وتيرتها لتشمل شرائح يسارية في مختلف الولايات من جهة، وتعرض “إسرائيل”للمرة الأولى إلى عزلة دولية تتسع دائرتها يوماً بعد يوم من جهة أخرى.

ويُضاف إلى كل ذلك إدانة محكمة العدل الدولية لحكومة“إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وبصدور مذكرات توقيف من محكمة الجنايات الدولية للقيادات الإسرائيلية المشاركة بجرائم حرب في غزة.

الخلاصة: ظنت الإدارة الأمريكية بعد عملية طوفان الأقصى، أن الفرصة مؤاتية لاجتثاث حركات المقاومة بضربات قاضية في فلسطين ولبنان والعراق وسورية، يتبعها عزل إيران وإطلاق مشروع التطبيع مع “إسرائيل” وتنفيذ مشروع الممر الهندي، والاستيلاء على نفط وغاز المنطقة، وخاصة الموجود في بحر غزة..إلخ، لكنها فوجئت أنها وقعت في مأزق بعد أن أخفقت بتوقعاتها وبعجز أداتها “إسرائيل” من تحقيق هدفها بالقضاء على المقاومة الفلسطينة، وبمنع استهدافها في العمق من لبنان والعراق واليمن، وإيران.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *