المبالغة المفرطة حول بعض المسؤولين!
خاص غلوبال – هني الحمدان
من البديهي أن يترافق مع كل تغيير للمسؤولين سواء في إطار الحكومة،أو على مستوى الإدارات، شعور رفع سقف التوقعات، حول هذا الشخص وإمكاناته وماهي القرارات التي ستتخذ، وأحياناً تحدث مبالغة من قبل البعض تجاه بعض الأشخاص،أنهم المنقذون لهذا القطاع، وأنهم سيحولون الأمور إلى إيجابيات وحلول كاملة لكل المشكلات، بمعنى مبالغة غير مبررة برفع سقف التوقعات منها أكثر من اللازم.
التفاؤل مطلوب لكن الواقعية مطلوبة أكثر، وربما يتعين على الرأي العام ألا يطالب بأكثر من المستطاع بينما يراقب ويتابع التطورات والأوضاع من الداخل وتأثيرها على الأعمال الإدارية أولاً، فالبيت من الداخل في جل إداراتنا ومؤسساتنا يشبه بعضه، حيث التراجع والوهن والضعف وحالة من فقدان الثقة بأي تغيير أو قرار.
هناك قناعة أن هناك حالة من الصعب على أي مسؤول حتى لو كان “سوبر مان ” مثلاً وأفلاطون عصره أن يحرك من المياه الراكدة، فقط لصعوبة الثقافة وتجذرها، ولطبيعة الظروف والعوز المادي للأفراد والمؤسسات على حد سواء، فأي مسعى إصلاحي سيصطدم بلا شك بالعديد من التحديات التي ستكون بمثابة محبطات لحالة الحماسة والحب بالإصلاح والعمل الجاد.
الإدارات والوزارات مطالبة بالعمل وببذل جهد أكبر، لكن يتعين عليها في الوقت ذاته أن تلتزم الواقعية، وأن تعكس الأوضاع بشفافية وصراحة لبناء قاعدة تشاركية تواجه الظروف بأفضل الإجراءات والقرارات، وأقلها تأثيراً على الشرائح الأضعف في المجتمع.
رفع سقف التوقعات لا يصيب الناس بخيبات أمل فحسب بل يضع الحكومات في موقع الاتهام، ولطالما كنا مع أن يتحدث المسؤول بعد أن ينجز وفي الذاكرة عبارات ساخرة عن مفردات مثل “سوف وسنعمل وسيكون”، أفضل ما يمكن عمله في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة هو العمل بصمت وتحري الواقعية وعدم المبالغة لا في التوقعات ولا في الآمال.
من أسباب اهتزاز الثقة بالمسؤول وبالحكومات هي المبالغة في توقعات لم تؤتِ أكلها فيسرع بعض المتربصين إلى طرح تساؤلات تثير الرأي العام وتزيد فجوة انعدام الثقة، الإفصاح عن الخطط وماتم إنجازه والمنوي القيام به ضروريات يجب أن تراعيها كل الإدارات وتعمل وفق منظورها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة